أصغر دولة أوربية

تعتبر دولة مدينة الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة والتي تبلغ 0.44 كيلومتر مربع، وتقع في قلب العاصمة الإيطالية روما؛ حيث تحيط بها من كل الاتجاهات، وتفصلها عنها أسوار خاصة، واستقلت عنها في 7 يونيو عام 1929 عند توقيع ثلاث معاهدات بين الحكومة الإيطالية والتي كانت بقيادة بينيتو موسوليني آنذاك وبين ممثل البابا بيوس الحادي عشر باتفاقية عرفت باسم اتفاقية لاتران؛ حيث رسمت الحدود بينهما ونظمت علاقتهما.

تعتبر كذلك أصغر دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية؛ حيث يبلغ عدد سكانها 800 نسمة تقريبا وهم البابا و 120 كاردينالا و293 رجل دين بمنصب خورأسقف و100 حارس شخصي سويسري للبابا، و62 رجل دين يؤدون خدمات الفاتيكان المختلفة، و246 رجلا يعملون داخل الفاتيكان، و43 شخصا عاديا يحملون الجنسية الفاتيكانية.

رغم كونها أصغر دولة في العالم إلا أنها ذات أهمية وفائدة بالغة بالنسبة لـ 1.147 مليار نسمة من اتباعها؛ حيث تعتبر مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم، كونها تحفظ في متاحفها وأرشيفها مجموعة من أرقى المنتوجات الفنية للجنس البشري على مر العصور ولدفاعها الدائم عن القضايا السلمية والأخلاقية ولاحتوائها في مكتبتها الخاصة على أكثر من 75.000 مخطوط أغلبها نسخ أصلية بخط اليد لأعمال نادرة في التاريخ البشري، وهي تقوم بإدارة كافة الكنائس والأديرة الكاثوليكية في مدينة روما.

تستعمل دولة الفاتيكان اللغة الإيطالية وذلك كونها تقع فيها، ولكنها لا تأخذ بأي لغة كلغة رسمية لها، بينما تعتبر اللغة اللاتينية اللغة الرسمية للكرسي الرسولي والذي يعتبر كيانا سياسيا قانونيا معترف به دوليا يرأسه "أسقف روما" أو رأس الكنيسة الكاثوليكية المعروف باسم بابا روما أو الحبر الروماني وهي اللغة التي تصدر بها جميع الوثائق والمعاهدات.

إلى جانب اللغة اللاتينية يعترف بابا روما بثماني وثلاثين لغة أخرى تغطي نسبة كبيرة من اللغات المنتشرة في كاثوليك العالم من أبرزها: اللغة الإسبانية، والفرنسية، والألمانية، والبولندية، والبرتغالية، والإنجليزية، وهي دولة متعددة الأعراق وبالتالي عليها أن تكون متعددة اللغات فأغلب سكانها من الإيطاليين والسويسريين إلى جانب الأعراق الأخرى الموجودة في هيئة رجال الدين.

يدير دولة الفاتيكان الأكليروس والذي هو النظام الكهنوتي الخاص بالكنائس المسيحية، والذي ظهر في القرن الثالث الميلادي، ويرأسها البابا والذي هو أسقف روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية، ويتمتع بسلطة إدارية وتعليمية على الكنيسة الجامعة، وهو معصوم في حالة نادرة، ويعتبر خليفة القديس بطرس، ويشكل الهيئة العليا لإدارة الكنيسة الكاثوليكية، وينتخب لمدى الحياة عن طريق المجتمع المغلق.