كيف تتم عملية التعلم عند التلاميذ حسب النظرية المعرفية

كيف تتم عملية التعلم عند التلاميذ حسب النظرية المعرفية

تضع الدول المتقدمة التعلم في أولوية اهتماماتها. وحيث اننا نعيش عصر التكنولوجيا المتطورة فنحن نحتاج إلى تطوير القدرات التعليمية لمواكبة التحديات وثورة المعلومات التي من خلالها نعزز علاقاتنا مع العالم، فالتعلم يحتل مكانة مهمة في اهتمامات الدول المتقدمة، لذلك تبحث تلك الدول في تطوير نظم التعلم بالشكل الذي يقود الفرد والمجتمع ليكون قادرا على التعامل مع كل المستجدات، فالتعلم هو عملية البحث المستمر في اكتساب الخبرات والمهارات وتغير السلوك البشري إلى الشكل الذي يفيده، والتعلم لا يقتصر على المدرسة أو الجامعة بل يشتمل على اكتساب كافة مناحي الحياة.


يعرف علماء النفس التعلم بأنه عملية تغيير شبه دائم في سلوك الفرد إلى الشكل الذي يطور فيه قدراته وأفكاره، فكثير من المدارس الفلسفية وعلماء النفس التربوي اهتموا بنظريات التعلم ومن ضمنها النظرية المعرفية التي تقوم على أساس الاهتمام بالعمليات المعرفية الداخلية، مثل الفهم، والانتباه، والتذكر، ومعالجة وتجهيز المعلومات للاستيعاب، وبما أن التعلم هو تفكير وتفاعل وتطوير للخبرات فهذه النظرية تتيح للفرد تطوير خبراته وسلوكه وفهمه وإدراكه عن طريق صياغة أفكاره وترتيبها.


إذا فالنظرية المعرفية في التعلم تهتم بالعلاقة بين سلوك الفرد وأفكاره وخبراته السابقة وقدراته العقلية، مثل أساليب التفكير وطريقة التذكر والإدراك وتنظيم هذه الأفكار، وإن كل هذه الأمور تعرف عن طريق الاستنتاج وليس عن طريق مشاهدة السلوك الظاهري، فالمتعلم إذا هو محور العملية التعليمية يتعرف فيه على طرق ووسائل طرح الأسئلة وطريقة المناقشات ويكون هو باحث ومشارك، ومن العلماء الذين بحثوا في هذه النظريات العالم النمساوي الشهير جان بياجيه الذي اهتم بأنماط التفكير البشري وطرق ووسائل معالجة المعلومات وتهيئتها للتخزين، وقال بياجيه أن المعرفة تنشأ نتيجة لعملية الاستيعاب والتلاؤم، والتي يتم فيها تحويل الأحداث والمواقف إلى تراكيب يضمها العقل على أساس أنها بناء للمعرفة.


النظرية المعرفية تسمح للمتعلم ان يشارك في اختيار نظام العمل وقواعده، وتحديد الاهداف التعليمية. ويكون المتعلم قادرا على تقويم نفسه وفهم ذاته واكتشاف مناحي القوة والضعف فيها، مما يساعد في تنمية الثقة بالنفس لدى الفرد وينمي لديه الرغبة في التعلم حتى يساهم في بناء المستقبل، وحسب اعتقادي فإن هذه النظرية بعيدة عن التلقين وتبني جسورا من الثقة بين المتلقي والمعلم وطريقة فاعلة في نقل المعلومة واكتسابها وتعطي مساحة كبيرة للفرد في التعرف بنفسه على الأنماط والأشكال والصور وهو يقوم بتركيبها وتضيف مهارات جديدة وخبرات يستفيد منها الفرد والمجتمع.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل