الإسلام والديمقراطية

الإسلام والديمقراطية

الدّيمقراطيّة

يتغنّى الغرب دائمًا بمعاني الدّيمقراطيّة والحرّية التي تسود في دوله، حتّى غدت معايير الدّيمقراطيّة وحالات الحريّة مؤشّرًا على تقدّم الدّول وتطورّها، فكلّما تجذّرت الدّيمقراطيّة في بلد أعطت مؤشّرًا على نهوضه، وكلّما تقلّصت وضعفت الدّيمقراطيّة في البلد كان ذلك مؤشّرًا على تخلّفها عن ركب الحضارة والتّطور، وعلى الرّغم من اختلافنا مع هذا المعيار والمقياس في جوانب كثيرة من ناحيّة نظرة الإسلام له، فإنّ للدّيمقراطيّة بلا شكّ جوانب إيجابيّة مضيئة كان لها العامل الأكبر في نهضة الغرب، فحينما أتيح للشّعوب الغربيّة أن تختار حكّامها استطاعت أن تعبّر بحريّة عن آرائها ومعتقداتها وبالتّالي أخذت بما هى اسباب الرّقي التي أكّدتها سنّة الله في الكون، فتعرف ما هو معنى الدّيمقراطيّة؟ وتعرف على ما هى نظرة الإسلام لها؟


تعريف ومعنى الدّيمقراطيّة

تُعرّف الدّيمقراطيّة بأنّها حكم الشّعب للشّعب، أو حكم الأغلبيّة، وهي في الواقع السّياسي عبارة عن حالة سياسيّة تمكّن جميع النّاس بمختلف شرائحهم من ممارسة حقوقهم السّياسيّة والتّعبير عن الرّأي بكلّ حرّية وبدون قيود أو محاسبة أو عقاب، كما أنّها تعني مشاركة جميع أطياف الشّعب في اختيار من يحكمهم ويتولّى أمورهم، ومن تجلّيات الدّيمقراطيّة ومظاهرها في الحياة وجود مجالس منتخبة من قبل الشّعب تتخذ القرار وتضع سياسات الدّولة، كما أنّ من مظاهر الدّيمقراطيّة وجود الأحزاب التي يكون لها برامجها السّياسيّة ورؤيتها المستقبليّة، وإنّ وجود دستور مدني وقضاء مستقل هو من مظاهر الدّيمقراطية كذلك.


نظرة الإسلام للدّيمقراطيّة

وقد جاء الإسلام كشريعة ربّانيّة خاتمة لسعادة النّاس في الدّارين بجلب المصالح والمنافع لهم ودفع الشّرور والمضارّ عنهم، والتّأكيد على أحقيّة المسلمين في كلّ مظهر أو تعبير من مظاهر الحضارة، فالحكمة ضالّة المؤمن وهو أحقّ بها، ومن هذا الباب تأتي الدّيمقراطيّة كفكرة غربيّة فيها جوانب إيجابيّة، منها أنها تحقّق إرادة الشّعوب ورغباتها وتطلّعاتها، وفيها جوانب سلبيّة منها أنّ الدّيمقراطيّة قد تؤدّي إلى تشريع ما لا يحلّه الله وإباحته من القوانين، مثل الخمر على سبيل المثال، فقد تُطرح فكرة بيع الخمور في المجالس الدّيمقراطيّة التي تطبّق حكم الأغلبيّة، وإذا ما وافقت الأغلبيّة على جواز بيع الخمور كان ذلك مباحًا في البلد، وهذا بلا شكّ يتعارض مع الإسلام، حيث إنّ المشرِّع هو الله تعالى وحده، فما أحلّه الله لا يقبل التّحريم، وما حرّمه الله لا يقبل الحلّ.

وقد جاء الإسلام بمبدأ الشّورى العظيم، قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) فالحاكم يأتي من قبل الشّعب بأشكال عدّة يكون الشّعب في جميعها صاحب القرار والاختيار عندما يقبل به، ومؤشّر القبول هنا المبايعة والطّاعة، والشّورى تتيح للمسلمين التّشاور في الأمور والمسائل التي تخصّ البلد لاختيار ما يقرّره أهل الحلّ والعقد المنتخبين من قبل الشّعب، فالدّيمقراطيّة تتعارض مع الإسلام في جوانب كثيرة وتتوافق معه في جوانب أخرى.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل