تعريف ومعنى أهل الذمة

يطلق المصطلح الفقهي الإسلامي أهل الذمة على أهل الكتب السماوية من غير الإسلام، كاليهود والنصارى وغيرهم، ويعيشون في دولة إسلامية وتعتنق الغالبية العظمى فيها الديانة الإسلامية، أما تعريف ومعنى مصطلح الذمة فهو ما قطعه الإسلام من عهد وضمان وأمان لحماية أهل ديانات الكتب السماوية.

ووفق الشريعة الإسلامية فإن أهل الذمة يتمتعون بحقوق كثيرة منحهم إياها الإسلام، وكما حمل الدولة الإسلامية مسؤولية حمايتهم من أي انتهاك لحقوقهم، ويمنع الإسلام الإنسان المسلم أن يتعرض للذمي بأي ضرر أو إساءة بحجة أنه غير مؤمن برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب المنزل عليه القرآن الكريم.

انتهج الإسلام سياسة الجزية لحقن الدماء، والجزية هي عبارة عن مبلغ مالي يدفعه أهل الذمة (اليهود والنصارى) لبيت مال المسلمين على أن يقدم المسلمون خدمة لهم أو واجبا، وكان المقابل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم توفير الحماية لليهود والنصارى بحكم أنهم يعيشون في رقعة من رقع الدولة الإسلامية ويستفيدون من خيراتها.

وفي العصور الحديثة سقطت الجزية عن أهل الذمة؛ نظرا للسماح لهم للانضمام إلى صفوف القتال مع المسلمين، ويكون أهل الذمة بقتالهم هذا تحت راية الإسلام يوفرون الحماية لأنفسهم.

الإعفاء من الجزية

حافظ الإسلام على سياسته الرحيمة في تخفيف الأعباء عن الأفراد غير القادرين على أداء الواجبات المفروضة عليهم، لذلك أعفى الإسلام فئات معينة من أهل الذمة من دفع الجزية لبيت مال المسلمين، وهي الفئات المستضعفة إجمالا كالأطفال والنساء والصبية والمساكين وذوي الإعاقات والرهبان، والفقراء، بل تكفل الدين الإسلامي برعاية كبار السن والعاجزين من اليهود والنصارى.

يعود تاريخ نشأة مصطلح الذمة لأول مرة إلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وقع على معاهدة ذمة مع أهل نجران ويأمنهم بها على أنفسهم وأموالهم وملتهم وأرضهم وعرضهم.

• حق الحماية: يعامل الدين الإسلامي أهل الذمة تحت حكم الدولة الإسلامية مثل المسلمين، ويفرض عليهم ما يفرض على المسلمين إلا في بعض الأمور، ومنحهم الحقوق ذاتها إلا في حالات استثنائية، ومن أهم الحقوق توفير الحماية والأمن والأمان والاستقرار، ويتضمن ذلك حمايتهم داخل حدود الدولة الاسلامية من العدوان عليهم والتعرض لهم داخل حدودها، كما تحميهم من أي عدوان خارجي أيضا.
• حقن الدماء وحماية الأبدان: فرض الإسلام في عهد الذمة على المسلمين أن يأمنوا أهل الذمة على أنفسهم ومالهم ودمائهم وأعراضهم، لذلك فإن الإسلام قد عصم نفوس أهل الذمة من التعرض لها بالأذى، فحرم قتلهم حرمة قطعية، ودلالة ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما".
• حماية الأموال: أجمع المسلمون منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجوب حماية أموال أهل الذمة وعدم انتهاكها ولا التعرض لها إطلاقا.
• حماية الأعراض: يفرض الإسلام الحماية على عرض وكرامة أي ذمي يقيم فوق الأراضي الإسلامية، لذلك حرم الإسلام التعرض له واتهامه بالباطل أو ذكره بالسوء.
• حرية التدين: منح الإسلام الذمي حرية التدين والاعتقاد، أي أنه لا يجبره على اعتناق الدين الاسلامي وترك دينه.
• حرية العمل والكسب.