المهدئات

المهدئات

تحت وطأة الحياة ومتاعبها غلب على عصرنا الحاضر سمة التوتر مما ظهر إحتياجنا للتخفيف وانقاص من حدّتها فالكثير من الناس لجؤوا إلى إستخدام المهدئات والعقاقير، وهنا لا نتحدث فقط من هم تحت اشراف طبي بل لمن لجؤوا إلى غير ذلك وعلى المدى أصبحوا غير قادرين على التوقف عن تعاطيها، وكما ذكرت د. رحمة محفوظ (مدربة دولية) عن مايحدث في جسم الإنسان عند الغضب بأنه تستسلم المشاعر والحواس فتنقلها إلى مراكز معينة في الدماغ، فتقوم بتحليلها هل هي عادية أم غير ذلك فإذا كانت غير عادية كالغضب مثلاً.

فالغضب عبارة عن مشاعر والمشاعر تحتاج إلى تحفيز أو هروب أو دفاع عن النفس فتبدأ الغدّة النّخامية بإرسال إشارات وسيالات كيميائية إلى الغدّة الفوق الكلوية أو جار كلوية فتفرز الإدرينالين في الدّم فيمر على جميع أجزاء الجسم حتى يصل إلى الوجه، وبتحفيز هذا الهرمون يحتاج الجسم إلى الكالسيوم من مخازنه فيصبح الإنسان معرّض للإصابة بهشاشة العظام.

ويعمل هرمون الإدرينالين على تشتيت كريات الدّم البيضاء وهي خط الدّفاع الأول فلا تتمكن من أداء عملها مما يدفع الإنسان إلى التخفيف وانقاص من ذلك عن طريق الأدوية فهي أسهل وأسرع طريقة للتخفيف وانقاص من الألم والمشاعر غير المرغوبة فيها، من الأدوية تعرف على ما هى منشطة ومثبطة للجهاز العصبي فالمثبطة كالمنومات حتى في جرعاتها الصغيرة تترك الإنسان يتصرف بحرية لا شعورية لكن في كمياتها الكبيرة تؤثر على العقلانية والقدرة على تحمل المسؤولية والشعور بالدوار والنوم، وإذا زادت الجرعة قد تؤدّي إلى توقّف عمل القلب والرئة أمذا القسم الآخر من الأدوية فهي تعمل في أجزاء معينة من المخ فيما يخص بالوجدان والمشاعر وتسمى بالبنزوديازبينات ولها خاصّية التهدئة دون أن تترك أثراً على قشرة المخ والنوع الآخر والأكثر خطورة عقار L.S.D وهي من العقاقير المهلوسة فقد كانت تستخدم بداية في الولايات المتحدة لأغراض طبية خاصة في تخفيف آلام مرضى السّرطان ثمّ بعد ذلك إقتصر بيعه في السوق السوداء وله تأثيره على الإنسان في أن يجعله منسلخاً عن الواقع الذي يعيش فيه ويتوهم حدوث أشياء يحسبها حقيقة وهي لاتمت بالواقع بصلة وكما تعمل على ردود أفعال غير مرغوبة.

في الحقيقة المهدئات تعمل كمظلّة لزيادة الإفراط في تناولها دون أي حل للمشكلة الرئيسية ممايدل على أنه عندما يقرر التوقف عن ذلك فإنه سوف ينتقل إلى أعراض يشعر بها وهو مانسميه بأعراض إنسحاب العقار من الجسم كالدوار، جفاف الحلق، الرعشة، الرغبة الشديدة لتناول العقار وإذا مافعل ذلك وزادت تلك الأعراض فإنه ينقلنا إلى عملية الإعتماد جسدياً ونفسياً، فالكثير منا يجهل ما تفعله الأدوية في أجسادنا وعقولنا على المدى البعيد ففترة تناولنا للدواء ومدة العلاج و دواء وكمية الجرعة، كل ذلك يؤثّر على درجة إعتمادنا للدواء ، وهنا تساؤل كيف لنا أن نتفادى ذلك؟؟ وهل لنا أن نعيش ونسيطر على أنفسنا دون وجودها؟؟

في الواقع نعم وهذا ماأجابته د. رحمة محفوظ في نقاط نذكر منها:

1. إنّ ما يتوقعه عقلنا هو ما سيجنيه بمعنى أن كل فكرة تدخل إلى العقل لها رد فعل فسيولوجي.

2. الإيحاء ممكن أن يساعد على تغيير عرض مرضي بتغيير الألم النفسي والتفنن في ذلك يساعد على تغيير السّلبيات في العقل الباطن وذلك عن طريق تدريب النفس على:

  • لغة الإسترخاء وطريقة التنفس فوجود الأوكسجين في الجسد يساعد على تحرير العقل والجسد من الضّغوط النفسية والقلق وإضطراب النوم الذي يؤثر سلباً على السلوك بشكل غير إدراكي والإسترخاء يعطي نتائج إيجابية فهي وسيلة فعالة للسيطرة والتخلص وتخفيف الآلام.
  • إستحدام لغة الحاضر بإيجابية والكلمات وعبارات المثيرة والمحفزة المتفقة مع لغة المنطق والإبتعاد عن الكلمات وعبارات السلبية.


فالنتذكر دوماً أن أساس تخطي أي أمر والنجاح فيه هو بقدر مانحمله من إيمان بالله عز وجل بقضائه وقدره وأننا قادرون على التحكم في أمورنا بما نحمله من طاقات وإبداع وأننا غير مسلوبي الإرادة.

مشاركة المقال
x

مواضيع قد تهمك

اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل