يقع جامع القيروان في مدينة القيروان في المغرب العربي، وكان يسمّى بجامع عقبة بن نافع الّذي قام ببنائه في هذه المدينة بعد تأسيسها عندما فتح أفريقيا؛ حيث كان الجامع بسيطاً في إنشائه، ومساحته صغيرة، وكان سقفه يستند على أعمدةٍ من دون عقود بينها وبين السقف، بعد ذلك تمّت زيادة المساحة، وتمّ تجديد بناء هذا الجامع من قبل المهتمّين به من الأمراء والعلماء والخلفاء على مر التاريخ الإسلامي، حتّى أصبح هذا الجامع معلماً تاريخيّاً مهماًُ، وكانت التحسينات والزيادات في شكل الجامع والطراز والحجم الكبير الّذي أصبح عليه في الوقت الحالي والتي نراها في يومنا هذا تعود الى عهد الدولّة الأغلبيّة في القرن التاسع ميلادي.
يعدّ جامع القيروان من أكبر المساجد في المغرب الإسلامي؛ حيث تبلغ مساحة الجامع ما يقارب ( 9700) م مربّع، بطول (126) متراً، وبعرض ( 77) متراً، وبيت الصلاة به واسع، ومساحته كبيرة، ويحتوي على أعمدة مصنوعة من الرخام. ويعدّ هذا الجامع من التحف المعماريّة الرائعة، ويحتوي على كنوز ذات قيمة؛ فمنبره مصنوع من خشب الساج وزخارفه رائعة، ويعدّ من المعالم المغربيّة الجميلة الّتي ما زالت تحتفظ بأصولها وبزخرفتها اللافتة للنظر، وهذا ما شجّع السياح على زيارة هذا المعلم الخضاري المهم.
قباب ومأذنة الجامع
المئذنة: هي من أقدم المآذن، وتتكوّن من ثلاث طبقات، وترتفع إلى ما يقارب (31.5) متراً؛ حيث أصبحت أغلب مآذن المغرب الحديثة على شاكلتها مثل مأذنة مسجد صفاقس، والرباط، والقرويين، وتلمسان، وغيرها. طبقات المئذنة مربّعة الشكل ومتدرّجة؛ حيث إنّ الطبقة الأولى من المئذنة هي بضلع يزيد عن (10.5) متراً، وبارتفاع (19) متراً، وهي مصنوعة من القطع الحجريّة المصقولًة، وقطع حجريّة مستطيلة، والطبقة الثانية مزيّنة بطاقات ثلاث معقودة ومغلقة، أمّا الطبقة الثالثة كلّ وجه منها مزيّن بنافذة لها طاقتان مغلقتان.
وهناك ستّ قباب في جامع القيروان وهي كالتالي:
- قبّة المحراب: وهي من أقدم القباب التي تم بناؤها في المغرب الإسلامي.
- قبّتان في أعلى مدخل بيت الصلاة من جهة الشرق وجهة الغرب.
- قبّة في أعلى المجنبة الغربيّة للجامع.
- قبّة باب البهو: وتوجد على مدخل البلاط المتوسّط من جهة الصحن؛ حيث تمّت زخرفتها بشكل كبير وباهتمام واضح، وأعطت التوازن ما بين الصحن وبيت الصلاة، وبعد ذلك أصبح في المغرب الإسلامي بناء القبّتين في بيت الصلاة قاعدةً عند بناء أيّ مسجد في الدولة.
- قبة توجد في أعلى المئذنة.
