حب الشباب من الأمراض الجلدية الشائعة الحدوث والمزمنة، ناجم عن تغيرات في المسامات الجلدية والغدد الدهنية ؛ مما يؤدي إلى تهيج، والتهاب في الجلد بنوع معين من أنواع البكتيريا اللاهوائية، وبالتالي ظهور إما رؤوس سوداء، أو بثرات، أو عقيدات جلدية، وكذلك ندبات جلدية، وغالباً ما تظهر هذه الحبوب في الوجه، والظهر، والكتفين، وأعلى الذراعين، حيث تؤدي إلى عدم ثقة الشخص بنفسه، واضطرابات نفسية، وقد تصل بالشخص المصاب إلى الدخول في حالة من الاكتئاب، أو محاولة الانتحار.
من المعروف أن هناك ما هى اسباب واضحة، وعوامل مساعدة لظهور حب الشباب، حيث إن حب الشباب يبدأ في الظهور عند سن البلوغ، سواء عند الشباب أو الصبايا من الجنسين، وفي مناطق الجسم التي تحتوي على غدد إفراز الدهون، مثل: منطقة الوجه، حيث قد تكون فقط عبارة عن زيادة في إفراز المادة الدهنية، وقد تتطور الحالة من ظهور رؤوس سوداء، وحتى ظهور البثرات والندبات الجلدية، وذلك اعتمادا على بعض العوامل التي قد تزيد من مظاهر المرض، مثل: طبيعة الغذاء الغنية بالدهون والشوكولاتة، أو استخدام مساحيق التجميل ذات الطبيعة الدهنية، أو استخدام بعض المعدات الرياضية التي يلزم فيها استخدام الخوذ أو فرك الجلد، وبعض أدوية السعال التي تحتوي على مادة اليود، أو تناول بعض الطرق ووصفات العلاجية التي تحتوي على كورتيزونات، أو حبوب منع الحمل الغنية بالهرمونات الذكرية، أو بعض المنشطات ذات التركيبة الدهنية، وبعض أدوية الاكتئاب والصرع، وبعض العلاجات المضادة للسل.
إقرأ أيضا : آثار حب الشباب البنية
يمكن تجنب حدوث بروز حب الشباب، بواسطة تجنب العوامل التي تساعد في ظهور أو زيادة حب الشباب، مثل: تجنب أكل الحلويات والشوكولاتات والمواد الدهنية، على الرغم من أنه لا يوجد إجماع في الدراسات الطبية حول موضوع الوجبات الغذائية وعلاقتها بحب الشباب، ويفضل كذلك غسل الوجه بصابون يحتوي على مطهرات بسيطة بعد ممارسة التمارين الرياضية، وتجنب استخدام الأدوات الرياضية التي تؤدي إلى فرك وقفل مسامات الجلد، وإبقاء المعدات الرياضية نظيفة، وتجنب بعض الأدوية التي تزيد من سوء مظاهر الحب، وتؤدي إلى تطورها من مجرد إفرازات، وتحولها إلى بثرات، وعقيدات، وندبات، وقد يؤدي إلى تحولها إلى تكيسات.
من أهم الآثار التي يتركها حب الشباب في الوجه هي: الندبات، والتي تتكون نتيجة الالتهابات، التي تحصل في طبقة أدمة الجلد متزامنة مع حدوث حب الشباب، حيث تتشكل الندبات عند محاولة الانتهاء والتخلص من الحبوب، وعمل جروح في الوجه في محاولة للشفاء من الحبوب ؛ مما يؤدي إلى تجمع كمية كبيرة من الكولاجين في بقعة واحدة، تتحول إلى ندبة ظاهرة كحبات المطر، وفي بعض الأحيان يحصل ضمور، يؤدي إلى هبوط في طبقة الجلد، وتكوين نقرات في الوجه، وكما ذكرنا سالفاً من أهم أشكال الندبات هي الندبات المشابهة لحبات المطر، وندبات صندوق السيارة، وتحدث في الخدين عند الزوايا، وتشبه ندبات جدري الماء، والندبات الملتفة التي تظهر كالموجات، أو الندبات المتضخمة، حيث تكون سميكة، وتشكل ارتفاعات جدارية على الجلد. بالإضافة للندبات قد يحدث تصبغات جلدية، حيث يحدث تغير في صبغة أو لون الجلد، وغالباً تتكون الندبات الصبغية نتيجة العقيدات أو التكيسات، وتترك هذه العقيدات أو التكيسات علامات و دلائل حمراء ملتهبة، يلزمها من ثلاثة أشهر حتى سنتين لتختفي، وفي بعض الأحيان يمكن أن تبقى بشكل دائم في الوجه.
هذه الآثار التي قد يسببها حب الشباب في وجوه الأشخاص المصابين لها، كذلك آثار نفسية سلبية على هؤلاء الأشخاص، قد تؤدي إلى انعزال الشباب عن مجتمعهم وأقرانهم، ودخولهم بالاكتئاب، ومحاولة الانتحار، حيث إن هذه الحبوب تظهر عند الشباب في مرحلة حرجة من أعمارهم، يحاولون فيها كسب محبة الآخرين، وجذبهم عن طريق الاهتمام بمظاهرهم وأنفسهم، وما تلبث أن تظهر هذه الحبوب، فتؤدي إلى انتكاسة وصدمة نفسية شديدة قد تتطور إلى أمراض ذهانية.
علاج و دواء حب الشباب سهل، ويحتاج متابعة واستشارة أخصائي جلدية، حيث يقوم بوصف مضادات حيوية موضعية وعن طريق الفم لفترات طويلة، مع بعض العلاجات الأخرى، وبعض النصائح والإرشادات حول نظافة الجلد، واستخدام المساحيق والكريمات، والتعرض للشمس، وممارسة الرياضة، والانتظام بالعلاج، ويمكن الانتهاء والتخلص من حب الشباب، ومنع حدوث آثاره المزعجة.
