ما أهمية وفائدة ليلة النصف من شعبان

الحمد لله الذي تفضل على عبادة، بأن بعث إليهم بشراً رسولاً، يبين لهم العبادة التي يريدها الله منهم، كما يحب ويرضى الله، فلا يُعبد الله سبحانه إلّا كما أراد هو، وقد جاءت الرسالة المحمدية شاملة لكل ما يرضاه الله، وكل ما ينهى عنه، وفق المنهج الرباني والسنة النبوية الشريفة، فعليه لا تكون العبادة لله عزً وجلً، إلا كما أراد الله ،فشروط قبول العمل، أن يكون خالصا لله عز وجل، وأن يكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ،فإن صَلُحَ أحدهما ،فإنه لا يُغني عن الآخر، فيشترطُ صلاح النية والعمل، فلو كانت النية صالحةً ،والعمل مخالفاً، لقلنا بأن العملَ قد أفسد النية، وكذلك، لو كان العمل صالحا، والنية فاسدة، لقلنا أنّ النية أفسدت العمل ،والمقصود بالعمل هنا العبادة، وهي كل ما يتقرب به الى عز وجل.

يعد تخصيص ليلة النصف من شعبان بصيام أو بقيام، عبادة مخصوصة بعمل، ومقيدة بوقت، تكون بذلك قد شابهت التشريع الإسلامي القائم في العبادات ،لذا لابد من إثبات مشروعيتها بدليل شرعي، وإلّا وقعنا في باب التشريع من دون الله، وخلت شروط قبول العمل السالفة الذكر من تلك العبادة.

تكمن أهمية وفائدة ليلة النصف من شعبان ،بالأحاديث الواردة في فضلها، ومنها ( يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، وجملة الأحاديث الواردة في هذا الباب ضعيفة ،إلا إن العلامة الألباني رحمه الله، قام بتصحيح هذا الحديث، بمجموع طرقه التي تشد بعضها بعضاً، وليس هذا مَحَلُ بحثنا، في إثبات صحة الحديث أو ضعفه، بل ما يترتب عليه من أحكام، فيما لو سُلِّمَ جدلاً بصحة الحديث، فقد جرت العادة عند عدد من المسلمين ،على القيام بعبادات لا أصل لها، ولا دليل عليها، فبيان فضلها، لا يكفي لإقامة الشرائع فيها، فكلها لا أصل لها، وهي من البدع المحدثة ،حتى عند من صَحَحَ الأحاديث الواردةَ في فضلها.

كيف يُسن صيام هذا اليوم ،ويخصص عند المسلمين ،بناء على أحاديث ليس فيها أي دلالة لهذا الأمر؟! بل على العكس، فالشيخ الألباني عليه رحمة الله، أورد في صحيح الجامع حديث (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون شهر رمضان )، كما أن الإحتفال بليلة النصف من شعبان لا أصل له، حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة، ولو من باب الأخذ بالضعيف في فضائل الأعمال، عند من يتبنون هذا الرأي.