تدرس جغرافية السكان ، العلاقة فيما بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها بأشكالها المتعدّدة ، حيث يكون السكان هو محور هذه الجغرافية الرئيسي ، حيث تدرس أيضاً جميع المجالات التي تتعلّق به من علومٍ تطبيقيّة وعلوم إنسانيّة ، لذلك تعتبر فرعاً من الجغرافية البشريّة ، حيث تتناول هذه الجغرافية جوانب ثلاثة ، وهي :
1. توزّع السكان :يتركّز توزّع السكّان من إقليم لآخر ، حيث يكثر في بعض الأقاليم ، ويكون شبه معدوماً في أقاليم أخرى ، حيث يلاحظ أنّ السكّان في العالم موزّعين في الأرض حسب الموارد الطبيعيّة التي يكون لها التأثير ونتائج المباشر في عمليات الإنتاج لدى السكان ، كالطقس والمناخ والمياه وما إلى هنالك من عوامل ، وأيضاً وفقاً للعوامل البشريّة وأهمّها تكون المواليد والوفيّات ، وأيضاً تلعب الهجرة دوراً كبيراً في هذا المجال ، فتؤدّي إلى تباين في أعداد التجمّعات في المجتمع ، لنرى بأنّه توزيع غير عادل ، حيث نجدّ الاختلاف يظهر واضحاً حسب امتداد مساحات الأراضي وحسب درجات الطول والعرض ، لنجد أن في القسم الشمالي من الكرة الأرضية يتجمّع الغالبية من السكان ، بالرّغم من كثرّة الجبال والهضاب والصحارى الموجودة في هذه الدائرة ، بينما نجدها تنقص تدريجياً في القسم الجنوبي من الكرة الأرضيّة ، وأيضاً في خط الاستواء .
إقرأ أيضا : تقرير عن السكان
2.نمو السكان :تسهم دراسة النمو السكاني في المعرفة الدقيقة لحساب معدّل النمو في كلّ دولة ، وتضاعف عدد سكانها ، فيرى الدارسون بأنّ هذا التزايد لا يكون وفقاً للفائدة البسيطة ، وإنّما وفقاً للفائدة المركبة ، حي تم الكشف عن نتيجة توصّل إليها الدارسون لعلم السكان ، بأنّ البلد التي يزداد عدد سكانها في النمو سنوياً بنسبة 2 % ، سيعطي ذلك أنّه بعد 35 سنةّ سيكون عدد سكان هذه البلد هو الضعف .
3. التركيب السكاني :إنّ التركيب السكاني لبلد ما ، يعني التعرف على خصائص النمو الكميّ للسكان حسب بيانات تختص بتعداد السكان ، وفق حالتهم الاجتماعية ، والدين ، والتركيبة الاقتصادية ، وأيضاً الناحية اللغوية ، والتركيبة النوعية والعمرية للسكان .
إنّ الكثير من الدارسين والمهتمين بعلم السكان ، قد أبدوا اهتماماً بدراسة النمو السكاني في البلاد ، نتيجة لمشكلات كثيرة تواجه البلاد وأيضاً ستزيد هذه المشكلات مع المضاعفة بعدد السكان ، وخاصةً في البلاد التي يكثر في الازدحام بشكل خطيرٍ ، حيث بيّنت الإحصائيات أنّ عدد السكان في تزايد مستمر ، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيّرات في الدول ، من الناحية الاقتصادية والغذائية وحتى التعليم والصحة ، وكل ما هنالك من الموارد التي تؤدي لاستمرار الحياة وتطورها .
