سوريا هذا البلد العريق و الذي يعتبر مهداً للحضارات منذ ملايين السنين و محور إهتمام العالم مؤخراً بسبب الأحداث الدامية التي اندلعت عام 2011 و التي للأسف ما زالت تعصف به لغاية الآن، كان إلى زمن قريب نموذجاً مميزاً لتجانس و تآلف مجموعات متنوعة في العرق و الدين داخل البلد الواحد. وقد قُدر عدد سكان سوريا تبعاً لآخر الأحصائيات المعتمدة عام 2014 بقبرابة 22.8 نسمة، يُقيم معظمهم داخل المدن السورية ،فيما يتوزع 40% من سكان البلد ما بين الأرياف و الصحراء السورية الممتدة شرقاً باتجاه العراق.
حلب المدينة التاريخية العريقة يقطنها أكثر من ثلاثة ملاين نسمة أي بما يعادل ضعف سكان مدينة دمشق عاصمة الجمهورية الرسمية و المعروفة أيضاً بأنها أقدم عاصمة في التاريخ و التي يقطنها مليون و نصف المليون نسمة . وقد بلغت نسبة السكان في هاتين المدينتين وحدهما بما يُقار ب 44% من نسبة سكان البلد ككل. و على الرغم من إنخفاض معدل الخصوبة لدى المرأة السورية من 7 أشخاص إلى 3 حالياً إلا أن هذا الرقم يُعتبر عالمياً فوق المتوسط العالمي و الذي يُقدر ب 2.1 طفل لكل إمرأة.
إقرأ أيضا : عدد سكان تبوك
و من الجدير ذكره أن إزدهار الهجرة من سوريا بداية القرن التاسع عشر تحديداً إلى أمريكيا اللاتينية و استراليا قد ساهم بوجود قرابة الخمسة عشر مليون شخص حالياً من أصول سورية خارج بلدهم الأم . و على الرغم من احتفاظهم بحق امتلاك الجنسية السورية في اى وقت إلا أن نسبة ضئيلة منهم هي من تملكها حقاَ.
ومن المتعارف عليه أن الشعب السوري يتشكل من تسعة أعراق مختلفة ،غالبيتهم من العرب السنة و التي تشكل نسبتهم ما يقارب ال 63% من إجمالي السكان .فيما يشكل العرب العلويين و المسيحيين و و الأكراد و العرب الدروز و أقليات أخرى بقية النسبة .ومن الملاحظ توزع هذه الأقليات بشكل جغرافي على مناطق الدولة السورية. فمن اللافت تمركز الغالبية الدرزية بمنطقة جبل العرب فيما تحتل الغالبية العلوية مناطق مثل الساحل السوري و وادي العاص الغربي وانتشار الغالبية الكردية في منطقة الجزيرة السورية .
وفي خضم الأزمة التي تعيشها سوريا حالياً ، أدت النزاعات القائمة إلى خروج الكثير من السوريين إلى البلدان المجاورة كالأردن و لبنان و تركيا و العراق و مصر و شمال افريقيا . وقد قدرت الأمم المتحدة عدد اللاجئين في هذه الدول السابقة وحدها بما يقارب 2.5 مليون شخص، 50% منهم من الأطفال . هذا بالإضافة إلى تزايد نسبة الوفايات نتيجة القتال القائم بين الجماعات المختلفة و التي أودت بحياة الكثيريين .و على الرغم من توافر أرقام مختلفة حول هذا الموضوع إلا أن الأرقام الحقيقية ما زالت مجهولة لغاية الآن.
