منذ أن يخرج المولود من بطن أمّه فإنّه يكون بذلك إنسان له كامل الحقوق ، من حيث حقّه في الحياة الكريمة ، و حقّه في الحصول على كامل الإمتيازات التي تمنح له كمواطنٍ في بلده ، حيث يمنح جنسيّة البلد الذي يولد و يعيش فيه ، كما يتمتّع بحقوق المواطنة من حيث الحقّ في التّملك للمسكن و العقارات المختلفة ، و الحقّ في الكسب و التّجارة المشروعة ، و الحقّ في إبداء الرّأي بكلّ حريّة ، و المشاركة في العمل السّياسي و الإجتماعي .
و قد أكّد الإسلام على حقوق الإنسان منذ يداية حياته إلى انتهائها ، و بعد أن كان الإنسان في الحضارات السّابقة يعامل معاملةً مهينةً و تنتزع حقوقه و تسلب ، بل كان يستعبد في كثيرٍ من الأحيان ، جاء الإسلام بشريعة القرآن ليأكّد على حقّه في الحريّة التي لا تؤخذ و لا تنتزع منه ، كما أكّد الإسلام على حقّ الإنسان في اختيار من يحكمه بأي أسلوبٍ أو شكلٍ للحكم ترتضيه جموع النّاس ، و من مبدأ الشّورى التي وضعها الإسلام و أرسى قواعدها كمنهج حياة و حكم ، كما أنّ للمسلم حقّه في الزّواج و اختيار الزّوجة المناسبة ، و كذلك للفتاة المسلمة حقّها في اختيار شريك حياتها و القبول به دون إجبارٍ أو إكراهٍ ، و كذلك من الحقوق التي منحها الإسلام للمسلم حقّه في الدّفاع عن نفسه و الانتصار لها إذا تعرّض للظّلم ، بل لقد عدّ النّبي صلّى الله عليه و سلّم من قتل دون نفسه أو ماله أو عرضه فهو شهيد ، كما قال تعالى ( و لمن انتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) ، كما أنّ للدّولة واجباتٍ اتجاه مواطنيها حين توفّر ما هى اسباب الحياة الكريمة لهم ، و أن تكفل لهم الحقّ في التّعبير عن آرائهم بعيداً عن التّرهيب .
إقرأ أيضا : البحث عن حقوق الانسان
و إن ما نشهده في عصرنا الحاضر من ظلمٍ و اعتداءٍ على حقوق الإنسان و أكل أمواله بالباطل ، ليدلّ على الحالة المتردّية التي وصل إليها النّظام العالمي الجديد ، و إنّ الانتهاكات التي تحدث للفلسطينيين من قبل اليهود ، و مظالم المسلمين المختلفة على امتداد المعمورة خير دليلٍ على ظلم النّظام العالمي و عدم احترامه لحقوق الإنسان برغم ما يدعيه من حفظ حقوق الإنسان .
