يعد كوكب عطارد من أصغر كواكب المجموعة الشمسية ، حيث أن قطره يبلغ حوالي ( 4880 ) كيلومتر . كما أنَّه يعد أقرب الكواكب إلى الشمس ، حيث أنَّه يكمل دورته حولها في ( 87.969 ) يوم . لا يمكن مشاهدة كوكب عطارد في النهار إلا في حالة حصول كسوف للشمس ، و لكن يمكن أن تتم رؤيته خلال فترتي الفجر و غروب الشمس ( تحديداً فترة الشفق ) ، و عندما تتم رؤيته فإن هذا الكوكب يبدو متألقاً و جميلاً ، و يمكن وصفه بأنه شبيهٌ بالقمر الخاص بكوكب الأرض ، لما يظهر على سطحه من فجوات تصادمية ( فوهات ) و ما يبدو وكأنه سهول ملساء . و لا يوجد لكوكب عطارد علاف جوي ، و ليس لديه له أية اقمار .
و قد سمى العرب كوكب عطارد بهذا الاسم لسرعة تحركه و جريانه المتتابع ، حيث أنه يتحرك و يدور بسرعة حول الشمس ، و كلمة عطارد مشتقة من كلمة طارد و كلمة مطرد و معنا الذي يسير بتتابع . و أعطي كوكب عطارد الاسم اللاتيني (Mercury ) ، و هو نسبة إلى الإله الروماني الخاص بالتجارة . و قد عرف علماء الإغريق المختصون بالفلك كوكب عطارد قبل الميلاد ، و كان يقسمونه إلا كوكبين منفصلين أحدهما أبولو ( Apollo ) و هو الكوكب الذين يظهر في فترة شروق الشمس ، و الكوكب الآخر أسموه هرمس ( Hermes ) و هو الكوكب الذي يظهر عند فترة غروب الشمس .
إقرأ أيضا : ما لون كوكب عطارد
بالرغم من كون كوكب عطارد من أصغر كواكب المجموعة الشمسية إلا أن له نواة حديدية تولد مجال مغناطيسي ، و هذه النواة تسببت في جعل كثافة هذا الكوكب ثاني اكبر كثافة في مجموعتنا الشمسية بعد كوكبنا الأرض بالرغم من صغر حجم كوكب عطارد . و تبلغ درجة حرارة هذا الكوكب ما بين ( 90 - 700 ) كلفن . و المعلومات المتوفرة لدينا عن هذا الكوكب مازالت غير مكتملة إذا إن أول بعثة فضائية لهذا الكوكب كانت عبر مسبار ( مارينر 10 ) من 1974 و لغاية عام 1975 ، و البعثة الثانية كانت عام 2008 عبر مسبار ( مسينحر ) . و كلتا البعثتين أعطتنا معلومات لرسم حوالي 75 % ( 45 % من البعثة الاولى + 30 % من البعثة الثانية ) من خريطة هذا الكوكب .
