واجهت الدعوة الإسلاميّة عداوةَ المُشركين والمنافقين وأتباع الديانات الأخرى في زمنٍ كان النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم يدعو الناس إلى الإيمان بالله وحده ن وتركل الشرك به ، ويدعوهم إلى احسن وأفضل الخِصال ، واجمل وافضل الأخلاق وحميدها ، ومع ذلكَ وجَدَ عداوةً لأنّ الشيطان وعدَ بني آدم الضلالة ، ووعدهم الإغواء والصدّ عن سبيل الحقّ والرشاد ، فكانت الدعوة الإسلاميّة في بداياتها تواجه العداوة والأذى وامتدّ الأمر بالمشركين أن أخرجوا المسلمين من أرضهم ، وقاتلوهم فكان حقّاً على الذين قوتلوا في دينهم وأُخرجوا من أرضهم أن يرفعو عن أنفسهم الضرّ ، فشرَعَ اللهُ الجهادَ في سبيله لردِّ بغي الباغين ومجابهة العدوَ بالسيف لأنّ العدوّ قاتلٌ مجرم لا يعرف الحقّ ولا يُحبُّ أهله.
إقرأ أيضا : لماذا سميت غزوة احد بهذا الإسم
وكانت المعارك التي حضَرها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، والتي تُسمّى بالغزوات ، وكانت أولى الغزوات هي غزوة بدرٍ الكُبرى وكانت في السنة الثانية من هجرة المسلمين من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة على ساكنها افضل الصلاة وأتمّ التسليم ، وكانت هذهِ الغزوة التي تحقّق فيها النصر المُبين لجيش المُسلمين على كفّار مكّة ومشركيهم.
والغزوة التي سنتحدّث عنها في مقالنا هذا هي غزوة الخندق ، أو غزوة الأحزاب ، وقد حدثت هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة وتحديداً في شهر شوّال ، وتميّزت هذهِ الغزوة بالخندق الذي ضرّبهُ المسلمين حول المدينة المنوّرة من الجهة الشماليّة للمدينة المنوّرة حيث يمتدّ من الحرّة الشرقيّة إلى الحرّة الغربيّة ، وهي من المعالم المعروفة في المدينة المنوّرة ، فكانَ هذا الخندق نقلةً نوعيّة في الحرب عند العرب لأنّها فكرةٌ أتى بها الصحابيّ الجليل سلمان الفارسيّ ، وهي من فنون الحرب عند الفُرس ، فكانَ هذا سبباً في تسميتها غزوة الخندق ، ولكن ماذا عن سبب تسميتها بغزوة الأحزاب؟ هذا ما سُنجيب عنه في مقالنا هذا بإذن الله تعالى.
ولا تنسى ايضا الاطلاع على : لماذا سمي القلب بهذا الإسم
سبب تسمية غزوة الأحزاب
سمّيت هذهِ الغزوة بغزوة الأحزاب لأنّ العرب قد تحزّبت واجتمعت على حربِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وأجمعوا أمرهم بدعوى من يهود بني النضير بعد جلائهم على يدِ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم ، فكانت هذهِ الأحزاب هي الجيوش التي أرادت المدينة المُنوّرة وأردات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ودينه ، والأحزاب التي اجتمعت لحرب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هم :
وكانت نتيجة هذهِ الغزوة أن أكرم الله نبيّه بالنصر إذ أيّده بالريح التي عصفت بجيوش الأحزاب وأيّده بجنودِ من عنده فانقلب الأحزاب مذعورين خاسرين مدحورين ، وكانت نتيجة المعركة أن غزا النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم بعدها بني قُريظة ، لأنّهم نقضوا العهد وخانوا الله ورسوله.