طريقة جلب الرزق

طريقة جلب الرزق

خرجت إلى عملي كالعادة في الصباح الباكرمشياً على قدمي فإذا بي أجد نفسي في مفترق يتجمهر فيه العديد من المارة ،وعويل إمرأة مزعج يتعب أذني ،اقتربت أكثر حيث الجموع فوجدت صبياً ملقىً على الأرض ، وأمه تندب حظها ،حاولت أن أغذي فضولي ، علّني أالبحث عن سبب تواجد هذا الصبي وأمه من قرب من مكان عملي .

فمنظر الطفل للوهلة الأولى ينم عن أنه فقير ويحتاج إلى المساعدة فأما الأم فهي مستورة الحال وتداري خجلها بقطعة من القماش تضعها على وجهها ،تساءلتْ : ما أمر الصبي وهذه المرأة في الصباح الباكر ؟ ردت عليَ واحدة من المتجمهرات : يا ويل أمه ! أنه ابنها ، ويا ليته ما وجد على وجه الأرض .

باغتها لماذا ؟ لا تقولي ذلك إن الله قدر بمجيئه، رجل مارق : هذا المسكين لو لم يكن له أب لكان احسن وأفضل له هو وأمه، إلى الآن لم أدرما هو سبب المشكلة، هناك في ذيل المفترق يقف رجل ذو هيبةٍ وتبدو عليه علامات و دلائل التقوى .

إقتربت منه فبادرني بالسؤال : إنك تبحثين عن مبرر بتعطيل حركة السير ؟ أليس كذلك ؟ قلت : بلى ، ولكن يا عم : ما الذي حمل هذا الطفل وأمه على الخروج في ساعة مبكرة والوقوف في هذا المشهد الأليم ،حيث يندب الناس حظهم ،وعويل الأم يغلب ضوضاء السيارات المارة ؟

-آه يا بنيتي : إنه المشهد ذاته يتكرر يوميا ً في كل مفترق . ولكن بثوب مختلف إنه الفقر والجوع، ألم تستمعي إلى قول عمر بن الخطاب :"لو كان الفقر رجلاً لقتلته". أما الصبي فقد طرحه أبوه في الشارع ليجمع فتات الخبز من مخبز مجاور ، ليقتات به هو وأسرته ، وبالأمس دفعه لبيع علب اللبان بالقرب من الجامعة ، ومرة ذهب ليلاً ليخدم في مزرعة لتربية الدواجن ، وأخرى كال عليه بعض الكدمات ليلحق بعربة الخضار ، وما ينزل منها يجمعه كالملقاط.

إيه يا بنيتي !! ماذا أقول عن البطون الخاوية ؟! ولقد حاول الطفل هذه المرة أن يرتاح ويريح أباه ، فذهب ليلقي بنفسه في شاحنة القمامة ويختفي عن وجه أبيه ، ولكن أمه تداركته في اللحظة الأخيرة ، ورأيتها وهي تولول وتبكي ، وتشد أطراف ثيابه حتى تخلصه من كابوس الانتحار الذي بدأ يراود الأطفال في هذا الزمان -ولكن يا عم : لماذا لا يعمل أبوه أو يالبحث عن عمل ؟

ولا تنسى ايضا الاطلاع على : ما هى اسباب قلة الرزق

-حاول الأب كثيراً يا بنيتي ولكن دون جدوة وعندما يئس انقض على امرئته وابنه هذا الطفل المسكين حتى رأيته بهذا المشهد الحزين، -عندي فكرة أيها الشيخ التقي : ما رأيك لو شارك أهل الحي في إنقاذ هذه الأسرة ؟، -نعم ولكن ألم تتأخري عن عملك أيتها الفتاة الطيبة، -لقد تأخرت بالفعل ولكن لحظة حتى أطلب إذناً ولو بربع الساعة حتى أطرح فكرتي على الجميع ، يا قوم إنها مشكلة الجميع ، طفل في عمر الزهور يتضور جوعاً هو وأخوته وأمه وأبوه وفوق كل ذلك يكلف ويالبحث عن عمل فلا يجد أو قد لا يكفي لأن يعول أسرته فماذا أنتم فاعلون ؟ من واجب كل عائلة أن تقدم ولو بالقدر البسيط بعضاً مما تقتات به حتى ولو كان ضئيلاً فأنت يا فاطمة تقتطعين كل يوم من مصروفك لهذا الطفل ، وأنت يا محمد تحضر كراسة فضلة لهذا الطفل ، وأنت يا خالتي الحجة من بعض الطعام الذي تطعمين صبيتك ، دعي طبقاً لهذا الطفل البائس وأنت يا عم الشيخ من وقتك أعطِ هذه الأسرة مجالاً لكي تنظم أمورها وتستيقظ في الصباح حيث صلاة الفجر "فبارك الله في البكور" والأرزاق تحمل إلينا كل وماذا قسم الله له،حتى يهدي الله هذه الأسرة وغيرها إلى السعي والجد ومواصلة الالبحث عن عمل ، وأنت يا أماه اجلسي مع أم هذا الطفل ، علها تجد بصيص نور لمواصلة هذه الحياة الشاقة .

فالتكافل أيها الإخوة وأيتها الأخوات لهو عمد المجتمعات ولنبدأ بأنفسنا وعوائلنا حتى نعالج مشكلاتنا ، أجل إنها لذة العمل ،ولذة التكافل ،ولذة الوفاق والتعامل فسوياً إلى غد احسن وأفضل عنوانه "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل