الجمل و هو من الحيوانات الصّبورة التي تعيش في الصّحراء الحارة و الصّحراء الباردة ، و لها القدرة على التّحمل و التّكيف مع ظروف الصّحراء سواء في الصّحراء ذات الرّمال الحارة و صحراء سيبيريا و المناطق القطبية المتجمدة ، لعل ما يميز الجمل و يجعله صامداً تحت أشعة الشّمس و مواجهة درجات الحرارة الباردة القارسة هو ما يغطي جسمه من الوبر ، يغطي جسم الجمل الوبر و هو عبارة عن شعر لكنه ناعم الملمس و رقيق و متنين.
وبر الجمل يختلف من جمل إلى جمل أخر حيث يختلف في اللون و الحجم و الكثافة ، يحمل الجمل ما يقارب الكيلو و الكيلو و النّصف من الوبر و بعضها يحمل ما يقارب ثلاث كيلو إلى خمس كيلو من الوبر ، و يبدأ جز وبر الجمل الفائض في موسم الرّبيع خصوصاً آخره و مقدمة فصل الصّيف، لأن جسم الجمل بعدها ينتج الوبر من جديد . من مواصفات وبر الجمل إنه عازل للحرارة أي في فصل الصّيف يقوم بعزل الحرارة لا يشعر بالحرارة ليتحمل الجمل الحرارة ،و في فصل الشّتاء يحتفظ بالحرارة لا يشعر بالبرد القارس . يتميز وبرالجمل أيضا بالوبر المتين أي قوة الترابط عالية.
إقرأ أيضا : ماذا يغطي جسم السلحفاة
كل هذه الصّفات عن وبر الجمل أصبح وبر الجمل مادة خام دخلت إلى حياة الإنسان ليستفيد منها ، فمن المعروف إن الإنسان القديم عندما يقوم بالرّحيل من بين أمتعته التي يحملها هو بيته المتنقل المصنوع من وبر الجمل حيث يقوم الإنسان عند جز وبر الجمل يقوم بتحويله إلى خيوط لصناعة و حياكة خيمة مصنوعة من الوبر تقيه الحر في الصّيف و توفر له الدفء في الشّتاء و ميزة أخرى للوبر بأنه عازل للماء لا يتسرب الماء إلى الخيمة . أيضاً يختلف وبر الجمل في اللون مثل اللون الأبيض و اللون البني الفاتح و البني الغامق الذي يضرب و يميل إلى الأحمر و اللون الأسود . هذا التنوع في اللون و الجودة قام الإنسان بصناعة الملابس من وبر الجمل مثل المعاطف.
وبر الجمل مادة أساسية في صناعة أغطية الفراش خصوصاً البطانيات التي تعطي حرارة عالية في الشّتاء لذا نلاحظ أن البطانيات هي من مستلزمات و عتاد يتم تزويد الجندي فيها خصوصاً في أوقات الحروب و حراسة الحدود ، دخل وبر الجمل أيضاً في صناعة الحقائب و الحبال نظراً لماتنة و جودة الوبر المستخدم. و لوبر الجمل له فوائده العلاجية التي نجحت من تجارب الإنسان الذي يعيش مع الجمال من بينها يعمل على شفاء الجروح بسرعة حيث عندما يضمد الجرح بوبر الجمل يلتئم الجرح بسرعة ،و يستخدم وبر الجمل لعلاج و دواء حالات الشّقيقة و الصّداع النّصفي و الصّداع العادي عند عمل تبخيرة من وبر الجمل .
