يقول العلماء(1) بأنّ للنوم عدّة مراحل وأنّ قوّة الحفظ والتذكّر ترتبط بنوع النّوم وما فيه من أحلام فإذا ما علمنا شخصيّاً وأسرعنا بتنويمه بعد الحفظ فوراً فإنّه سيحفظه أكثر مما يحفظه لو بقي مستيقظاً ،لا يوجد تفسير واضح لهذا الأمر ولكن لا شك أنّ الحفظ والتذكّر يقويان بحسب النشاطات العصبيّة المتميّزة لكل مرحلة من مراحل النّوم والنّوم ليس حالاً للخمول والكسل ولا نعرف لماذا يجب أن ننام وما المدّة المطلوبة فبعض مراحل النّوم المتّصفة بكثرة الأحلام تفيدنا في مزاجنا وقدرتنا في اليوم التّالي وفي يوم من الأيام ستظهر أدوية لا لتجعلنا ننام بل ل"كيف "ننام المهم أن للنوم علاقة بالسلوك والتذكّر.
عندما نتعلّم فإنّنا نسعى إلى حفظ ما تعلّمناه رأساً لتعزيزه وحفره ليرسخ في الذّاكرة ويبقى طويلاً، البدء بالدّرس يترك أثراً في الذّاكرة و الأثر يفقد قيمته إذا لم يحفر ويرسخ بعد ذلك وخلال مدة حفظ الأثر مؤقتاً، تنشط آليات عصبية تصوغ الأثر في بروج أو ما يشبه القالب المتين لتستقر المعلومات في قرار مكين، هي عمليّات النّسخ، وبقدر ماتتفاعل المراحل تكون الذاكرة قوية أو ضعيفة طويلة أو قصيرة تسري النشاطات العصبيّة بين فلقة الهامّة حيث تصاغ بروج الذاكرة وبين فلقة الجبين حيث يقترن الفكر أو التذكر بعناصر العاطفة . حتى تصل إلى قرن آمون في جهاز الأرب، الذي يساعد في ترسيخ المعلومات وتقرّحات قرن آمون ممكن أن تسبب قلة الذاكرة. فلا يتعلّم المصاب شيئاً جديداً.
إقرأ أيضا : كلمات وعبارات قبل النوم
لكن هذا الشخص لا يفقد ذكرياته القديمة فيعيش في الماضي أبداً ، وإلى لحظات عابرة في حياته الحاضرة أوّلاً يفقد المصاب وحدة شخصيّته لأنّ أركان الوحدة هي من أعمال المراكز العليا من المخ ولأنّ البصر يوحد ما بين الشقّين في المخ نتيجة اتّصال حقول النّظر بهما من غير تحيّز (أي أنّ العين الشمال لا تخضع للشق اليمين ولا تخضع العين اليمين للشق الشمال كما تفعل الأطراف بل العين الواحدة خاضعة للشقين معاً) ويبقى المصاب على اتّصال بحاجزه وإن كان آنياً .فلقة الهامة تصوغ وتسترجع القديم في مخزن الذكريات أما قرن آمون فلا يختزن وما عمله إلا ترسيخ الذكريات ثم إرسالها إلى مقرّها في الهامة. ولا يستقيم عمله إلا إذا بقي متصلاً مع مراكز الهامة العالية.
المصادر :
1.ابراهيم فريد الدر مرجع سابق ص 258 بتصرف.
