من هم أنبياء العرب

من هم أنبياء العرب

مقدمة

لقد بعث الله عز وجل الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه إلى البشر بالهداية وبالرسالات التي بعثوا بها إلى اقوامهم ليقوموا بهدايتهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فكان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعهم على قدر هذه الرسالة فحملوها بصدق وأمانة وبذلوا الغالي والنفيس في سبيلها، وكان الله عز وجل قد بعث في كل أمةٍ رسولاً أو نبياً أو مجموعةً من الأنبياء والرسل، فكان في كل قوم أنبياء من ذلك القوم وكذلك كان العرب أيضاً، إذ بعث الله تعالى مجموعة من الأنبياء والرسل إلى العرب ليقوموا بهدايتهم، وهم إسماعيل عليه السلام والذي يرجع إليه أصل العرب، وهنالك أيضاً هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه.


اسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام

فأول أنبياء العرب هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وأمه هي السيدة هاجر، فقد كان إبراهيم عليه السلام قد بلغ من الكبر عتياً وكانت زوجته سارة عقيماً لا تنجب له الأولاد فوهبته جاريتها هاجر لعلمها أن إبراهيم عليه السلام كان يريد الذرية، فاستجاب الله عز وجل لدعاء إبراهيم عليه السلام ووهبه منها بإسماعيل عليه السلام ليكون نبياً من الصالحين وبشره بأنه سيكون من نسله نبيٌ عظيم وأمةٌ عظيمةٌ، فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من سلالته عليه السلام، وإسماعيل معناها سمع الله ففي اسمه عليه السلام دلالة على أنّ الله عز وجل سمع من نبيه إبراهيم فآتاه إسماعيل عليهما السلام، وأما بعد ذلك فقد ذهب إبراهيم عليه السلام بهاجر وابنها إسماعيل إلى واد غير ذي زرع ودعا الله تعالى أن يبارك لهما ويرزقهما في ذلك الواد وأن يكسبهما من يستأنسون به من الناس، فعندما كانت هاجر تبحث لابنها إسماعيل عن الطعام والشراب وهو طفل رضيع وقامت بالسعي بين ما يعرف الآن بالصفا والمروة والذي نسعى ببنهما في الحج والعمرة كما فعلت هي، فعندما عادت إليه وجدته جائعا وعطشا ويضرب الأرض بقدميه وحينها انفجر من تحت قدميه بئر وهو كما يعرف الآن ببئر زمزم، فاجتمعت حول ذاك البئر الطيور، وحينها رأت قبيلة من جرهم الطيور تحوم فوق البئر فعلموا بوجود الماء فسكنوا في ذلك الواد فأنست بهم هاجر وبذلك استجاب الله تعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام.


وأما بعد ذلك عندما كبر إسماعيل عليه السلام فأصبح غلاماً وأصبح قرة عينٍ لإبراهيم، رأى عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، ورؤيا الأنبياء حق فلذلك قام إبراهيم عليه السلام بشد الرحال إلى ابنه إسماعيل ليصدق الرؤيا فعندما وصل وسأل إسماعيل عليه السلام عن ذلك قال إسماعيل عليه السلام:" يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، فاستلقى إسماعيل عليه السلام على الأرض وحمل إبراهيم عليه السلام السكين حزيناً استجابةً لأمر الله تعالى وهو يدعوه أن يجد له مخرجاً من هذا الأمر العظيم، فاستجاب الله تعالى لإبراهيم مرةً أخرى في ولده إسماعيل، حيث إنه عندما أراد إبراهيم عليه السلام أن يقوم بذبح إسماعيل وأمر السكين على رقبته لم تقم السكين بوظيفتها فلم تعد تقطع، وعندما حاول مرةً أخرى لم تقم بذلك أيضاً، وحينها فدى الله تعالى إسماعيل عليه السلام بكبشٍ عظيمٍ من الجنة فقام إليه إبراهيم فذبحه، وأما بعد ذلك فقد أعان إسماعيل عليه السلام أبيه إبراهيم ببناء الكعبة المشرفة إذ قال الله تعالى:" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ"، وقد كان إسماعيل عليه السلام نبياً ورسولاً إلى جرهم والعماليق وأهل اليمن ومن والاهم في تلك المنطقة، فكان صادق الوعد وكان من الصالحين.


هودٌ عليه السلام

أما هودٌ عليه السلام فهو النبي الذي أرسله الله تعالى في قبيلة عاد التي تعتبر أحد قبائل العرب الأولى والتي كانت تسكن في الأحقاف وهي أرض في جنوب شبه جزيرة العرب والتي تقع في شمال حضرموت وفي شمالها الربع الخالي، أما في الوقت الحالي فمكان الأحقاف هي رمالٌ قاحلةٌ لا أنيس فيها وذلك من بعد العذاب الذي عذبهم الله تعالى به، وقد كان عاد أهل قوة ونعيم فقد أمدّهم الله تعالى بالقوة وبالأموال والجنات والعيون والذرية وكانوا أهل بطشٍ في الأرض، ولكنهم كانوا من عبدة الأوثان الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فبعث الله تعالى لهم نبيه هوداً ليقوم بهدايتهم إلى الله عز وجل، فقام بدعوتهم إلى طريق الله عز وجل كدعوة الرسل والأنبياء بالحسنى، وعندما كفروا به وكذبوه ولم يؤمن معه إلا رهطٌ قليلٌ، طلب العون من الله تعالى الذي استجاب لدعائه، فنصره الله بالريح القوية العاتية التي سخرها الله تعالى على عادٍ سبع ليالٍ وثمانية أيام متواصلين، فلم تبق منهم شيئاً فدمرتهم مع أبنيتهم العظيمة وجناتهم وأموالهم ونجّى الله تعالى منها نبيه ومن آمن معه برحمته.


صالح عليه السلام

أمّا صالح عليه السلام فهو الذي بعثه الله تعالى إلى قوم ثمود وهم الذين جاء ذكرهم في النص القرآني مع ذكر قوم عاد فهم مثل قوم عاد من قبائل العرب الأولى وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان ويتفاخرون بين الناس بقوتهم وبطشهم وأموالهم والنعيم الذي كانوا يعيشون فيه والذي أمدّهم به الله عز وجل، فعندما بعث الله تعالى نبيه صالحاً عليه السلام ليقوم بهدايتهم إلى الله عز وجل كذبوه ولم يقبلوا أن يتركوا عبادة الأوثان التي كان يعبدها آباؤهم وأجدادهم، وقد طلب قوم ثمود من صالحٍ عليه السلام أن يقوم بتزويدهم بمعجزةٍ تدل على صدق نبوته، فزودهم الله تعالى بمعجزةٍ من طبيعتهم التي كانوا يعيشون عليها، فقد كان الله تعالى يزود كلّ نبيٍ بمعجزةٍ توافق ما كان يفعله قومه فكانت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم الذي أعجز العرب جميعاً في لغتهم، وكانت معجزة موسى عليه السلام هي على شاكلة السحرة الذين كانوا منتشرين في قوم فرعون، وكذلك كانت معجزة صالحٍ عليه السلام هي ناقةً انشقت في يوم من الصخر وخرجت منه إذ كان قوم ثمود مشهورين بنحتهم البيوت في الجبال فخرجت الناقة على غير الطريقة المعتادة، وقد قيل أيضاً أنها كانت عندما تشرب المياه من الآبار لا تقترب باقي الحيوانات للشرب من هذه الآبار، كما أنّها كانت تدر لبناً يكفي القوم جميعاً في اليوم التي تقوم به في شرب الماء، فأمر صالح عليه السلام أن لا يقوم القوم بإلحاق الأذى بالناقة بأرٍ من الله تعالى، ولكن القوم لم يصغوا له فبعثوا أشقاهم فشرب الخمر في الليلة التي اتفقوا على قتل الناقة بها ففعل ذلك، وعندها خرج صالح عليه السلام ومن آمن معه من قومه ووعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع جاءتهم الصيحة التي أخذتهم جميعاً وأهلكت فيهم كلّ شيء حي.


شعيب عليه السلام

أمّا شعيب عليه السلام فهو من القوم الذين آمنوا بإبراهيم عليه السلام وهاجروا معه، فبعثه الله عز وجل إلى أهل مدين وقد كانوا يصفونه بالضعيف إذ أنّه كان ضريراً، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصفه على الدوام بخطيب الأنبياء وذلك لفصاحته بين قومه، ويقال أيضاً أنّه من ذرية لوطٍ عليه السلام، وعندما بعث الله تعالى نبيه شعيباً إلى قوم مدين وإلى أصحاب الأيكة والذين كانوا كفاراً بالله عز وجل وكانوا يبخسون في الميزان والمكيال مع أنّ الله تعالى قد بسط لهم بالرزق، أمرهم شعيبٌ بتقوى الله تعالى ودعاهم بدعوة الأنبياء، إلّا أنّه لم يقبلوا بترك عبادتهم للأشجار والنباتات فعندما لم ينفع معهم دعوة شعيبٍ عليه السلام وزادوا في تماديهم وطغيانهم، سلط الله عليه عذاب يوم الظلة الذي بعث الله عز وجل فيه عليهم حرّاً شديداً لم يستطيعوا التنفس منه فخرجوا من بيوتهم إلى البراري ليختبئوا من ذلك الحر فبعث الله لهم سحابة استظلوا بها ووجدوا فيها البرد والأمان ولكن الله تعالى بعث لهم من هذه السحابة ناراً رجمهم بها الله تعالى فكان هذا عذاب يوم الظلة لما كذبوا به بالله تعالى.


خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام

أمّا خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام فهو خير البشر وخير المخلوقات كلّها وهو من أصل العرب ويرجع إليه نب أشرف العرب الذين هم أفصح العرب أيضاً، فبعثه الله تعالى للثقلين من الأنس والجن فكان عليه الصلاة والسلام من العرب مبعوثاً لكل الأمم والمخلوقات وليس إلى قومٍ بعينهم كما كان الأنبياء من قبله، وجاء برسالة الإسلام التي فيها الرحمة والهداية إلى جنات الله تعالى، ويرجع نسبه صلى الله عليه وسلم إلى إسماعيل بن إبراهيم أبي الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه فهو الذي بشر الله تعالى به نبيه إبراهيم بأنّه العظيم الذي سيأتي من نسل إسماعيل عليه السلام، وهو الذي ذكره الله تعالى أيضاً في التوراة والكتب السماوية، فأمّا هؤلاء فهم الأنبياء العرب الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم وامّا جميع الأنبياء العرب الذين تعاقبوا على الأمم السابقة فلا يعلم عددهم إلّا الله تعالى.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل