أبي زيد القيرواني

أبي زيد القيرواني

أبي زيد القيرواني هل سمعت من قبل بـ " مالك الاصغر " ؟ هل شدّ انتباهك يوماً مثل هذا اللقب وأنت تتابع بعض كتب الفقه ؟ ألم يلفت نظرك هذا الاسم في بعض كتب الفقه المالكي ؟ فمن هو ذا ارجل الذي حاز هذا الشرف ؟


هو أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن القيرواني ، المولود في مدينة " القيروان " ، من أعمال " تونس " ، شمالي افريقيا عام 310 للهجرة الموافق922 للميلاد . برع في فقه المالكية حتى صار علما من أعلام المذهب المالكي ، بل ولقب بـ " مالك الأصغر "، سكن القيروان ، تلك المدينة التي افتتحها القائد الإسلامي عقبة بن نافع غان الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا ، وكان ابن أبي زيد حجة في العلم ، كثير الحفظ والرواية ، حتى قيل عنه جامع أقوال الإمام مالك _ فتاويه في مذهبه في الفقه _ ، وشارحها ، ومبيّن خفاياها ، بل واستدرك على ما جدّ منها ، وقاس على منوالها ، حتى دانت له أعلام المالكية في زمانه حينئذ .


كان يجيد الشعر ، مرهف الحس الأدبي ، ومع ذلك فقد صال صولة الاسد في رده بدع أهل البدع والأهواء آنذاك ، وقد بلغ مع كل ذلك من التقى والورع والزهد والصلاح ما جعل الدنيا تأتيه وهي راغمة ، ومن ثناء العلماء عليه قال أبو عبد الله الميورقي : " اجتمع فيه العلم، والورع، والفضل، والعقل. شهرته تغني عن ذكره" . له كتاب " النوادر والزيادات " ، وهو كتاب جليل ، وعليه المعتمد ، ومن جلالته أنه كتبه في مائة جزء ، واختصر " المدونة " في الفقه المالكي ، وكتاب " الرسالة " وهو مصنف مشهور ، قيل انه صنفه وهو في السابعة عشر من عمره ، ولو لم يكن له سوى هذه المصنفات لكفته ، فإن عليها معوّل أهل الدنيا في المغرب العربي والأندلس يومئذ . أما أشياخه فلا يكادون يحصون كثرة ، إذ منهم أبي بكر بن اللباد ، ومحمد بن مسرور الحجام، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي ، ودارس بن إسماعيل ، وخلق آخرين لا يحصون كثرة . ملأت سيرة ابن أبي زيد القيرواني آفاق البلاد والعباد ، خاصة في غرب البلاد ، حتى تتلمذ على يديه جلة من علماء عصره ، وممن خلفوه في الوعظ والتدريس أمثال : الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي ، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي ، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري ، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو القاسم البرادعي ، وابنا الأجدابي ، وأبو عبد الله الخواص ، وأبو محمد مكي المقري. أبو بكر بن موهب المقبري، وابن عابد، وأبو عبد الله ابن الحذاء.


أما موته _ رحمه الله تعالى _ فيروى أنه رأى في منامه أن باب داره قد سقط ، وقد قال فيه الكرماني إنه دلالة على موت صاحب الدار ، فسئل _رحمه الله _ هل بلغ مالكاً في علمه _ أي صاحب الدار ؟ فأجاب أن نعم ، هو مالك في علمه. فلم يعش بعدها إلا يسيراً، ثم ما لبث أن مات _ رحمه الله_ جل في علاه _ . توفي رحمه الله تعالى منتصف شعبان عام 389 للهجرة الموافق 999 للميلاد على روايات ، وفي بعض الروايات أنه توفي عام 386 للهجرة أي 996 للميلاد ، فرحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين .

مشاركة المقال
x

مواضيع قد تهمك

اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل