أصغر دولة في العالم من حيث عدد السكان

تتفاوت الدول فيما بينها من حيث عدد السكان والمساحة؛ فهناك دول ذات أعداد كبيرة من السكان وتمتلك مساحات واسعة من الأراضي، كما توجد دول عدد سكانها قليل ومساحتها صغيرة جدا. تعتبر دولة الفاتيكان من صنف الدول ذات العدد السكاني القليل، ومساحة أراضيها قليلة أيضا، إذ إنها عبارة عن مجموعة من الأبنية التي يعمل بها الموظفون.

دولة الفاتيكان هي أصغر دولة في العالم من حيث عدد السكان؛ حيث لا يتعدى سكانها "800" شخص، وهي عبارة عن دولة دينية مسيحية حدودها السياسية تنحصر داخل أسوارمحددة في العاصمة الإيطالية روما، سكان هذه الدولة هم عبارة عن الموظفين ورجال الدين المسيحيين العاملين بالدوائر الرسمية، وكذلك ممثلي الدول الأخرى والبعثات الدبلوماسية وموظفي السفارات الرسمية.

تم تأسيس دولة الفاتيكان بعد خروج الكثير من حركات الإصلاح الديني التي انطلقت من أوروبا، وخاضت دول أوروبا حروبا دينية، وخرجت إلى الوجود مذاهب دينية تختلف في كثير من الأمور مع الكنيسة الكاثولوكية، مثل المذهب البروتستانتي الذي تزعمه المصلح الديني مارتن لوثر كنج، وكثرت الانتقادات للكنيسة الكاثولوكية والدعوة إلى إصلاحها وتقليص صلاحيات رجال الدين، وحصلت مصدامات دامية ما بين المصلحين والكنيسة؛ فبعد أن كان البابا يرأس الدولة ويحكم بكافة الأمور الدينية والدنيوية ويتمتع بسلطات مطلقة، أصبح عمله يتخصص بأمور الدين فقط؛ إذ تم الفصل ما بين الدين والدولة، فأصبح الأباطرة يحكمون بأمور الدنيا ولا يتدخلون بعمل الكنيسة.

من أجل الحفاظ على صورة الدين المسيحي والذي يتمثل في الأصل في الكنيسة الكاثولوكية اتفقت دول أوروبا على فصل الدين عن الدولة فوقعت جميع الدول الاوروبية على اتفاقية سميت اتفاقية " لاتيران" في عام 1929م تنص هذه الاتفاقية على تأسيس دولة لها نظامها الخاص وقوانينها الخاصة أيضا، وتتمتع باستقلال كامل لمنع تدخل أي نظام سياسي بأمورها، يرأس هذه الدولة رجل دين يتم انتخابه وفق نظام خاص من قبل الكرادلة العاملين في كنائس العالم يسمى "البابا".

يحتل البابا رئيس دولة الفاتيكان موقعا كبيرا على الصعيد العالمي، ويعامل معاملة رؤساء الدول، ويحظى باحترام جميع أصحاب الديانات السماوية لتركيزه على القضايا الإنسانية وتأييده للشعوب المستضعفه الفقيرة، كما يمارس البابا والقساوسة في دولة الفاتيكان مسؤوليات مباشرة عن جميع الأديرة والكنائس المنتشرة في العالم في أوروبا وفي خارج دول أوروبا من خلال مجلس وزراء يعينه البابا، ويقوم هذا المجلس بمراقبة الكنائس والأديرة رقابة مالية، وإدراية، وتمويل، وتدقيق لكافة الوثائق الدينية كل حسب صلاحيات مخولة إليه، وتحتوي مكتبة الفاتيكان على كافة الوثائق والمخطوطات الدينية المسيحية القديمة؛ إذ تمتلك دولة الفاتيكان إرث الكنائس الكاثوليكية العالمية.