الحديد في الجسم

يعتبر الحديد أحد العناصر الضرورية من أجل الحياة على سطح الأرض، فلا يدخل الحديد فقط في صناعات الإنسان، بل إنّه يعدّ أيضاً أحد العناصر الرئيسيّة والضروريّة في حياة الإنسان ومعظم الكائنات الحية الأخرى، فيلعب الحديد دوراً هامّاً جداً في جسم الإنسان في عديدٍ من الأدوار المختلفة والتي على رأسها نقل الأكسجين خلال الدم إلى خلايا الجسم المختلفة.

يعتبر الحديد ضرورياً من أجل إنتاج خلايا الدّم الحمراء، كما أنّها تعتبر إحدى أجزء هيموغلوبين الدم والذي يكون جزءاً من خلايا الدّم الحمراء أيضاً، فيرتبط بالأوكسجين القادم من الرئتين ويحمله إلى أنحاء الجسم عبر الدّم، وبعد أن يوصل الأكسجين إلى الخلية فإنّه يقوم بفكّ ارتباطه مع الأكسجين والارتباط مرّةً أخرى مع ثاني أكسيد الكربون الذي تنتجه الخلايا وينقله إلى الرئتين لطرده خارج الجسم.

يدخل الحديد أيضاً في عمليّة تحويل السكريات التي يحصل عليها الجسم إلى الطاقة، ولذلك فإنّ استهلاك الحديد يعدّ أمراً ضرورياً وخاصةً للرياضيّين والذين يحتاجون إلى إنتاج الطاقة بسرعةٍ خلال اللعب، كما أنّ إنتاج بعض الإنزيمات في الجسم والتي تلعب دوراً رئيسيّاً في إنتاج الخلايا الجديدة والأحماض الأمينيّة والهرمونات في الجسم يعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على الحديد، ولذلك فإنّ الحديد يعتبر أحد العناصر الرئيسية خلال فترة الشفاء من الأمراض أو بعد المنافسات والتمرين.

يعتمد جهاز المناعة في الجسم أيضاً على الحديد كي يعمل بطريقةٍ صحيحة، كما أنّ النمو على المستوى الجسميّ والعقليّ يعتمد على الحديد وخاصّةً في مراحل الطفولة والحمل والتي يحصل فيها الجنين على الحديد من أمّه، ولذلك ينصح باستهلاك كميةً مناسبةٍ من الحديد لتغطية احتياجاته خلال تلك الفترة.

يحصل جسم الإنسان في العادة على الحديد الذي يحتاجه من خلال الطعام، ولا يعني هذا الأمر أنّ كمّيات الحديد في الجسم كبيرةٌ جدّاً، إذ إنّه بالرغم من احتياج الجسم إلى الحديد إلى أنّ كميته في الجسم تقاس ببضع غراماتٍ فقط، فيحتاج الرجال فوق التسعة عشر عاماً إلى ثمانية ميليجرامات من الحديد يومياً وللنساء أيضاً فوق سنّ الواحد والخمسين عاماً، بينما تحتاج النساء من سنّ التسعة عشر عاماً إلى الخمسين إلى ثمانية عشر ميليغراماً من الحديد يومياً وهي النسبة التي تزيد للنساء الحوامل أيضاً، بينما يجب ألّا تزيد كمية استهلاك الحديد لجميع هذه الفئات عن خمس وأربعين غرام يومياً.

يجب التزود على الدوام بالحديد لأنّ الجسم يقوم بفقده باستمرارٍ خلال العمليات المختلفة كالتعرّق، والتبوّل، والنزيف في بعض الحالات وغيرها، ولهذا فإنّ تعويض هذا النقص يعدّ ضرورياً للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان وتجنّب الأعراض المختلفة لنقصه كفقر الدّم والتعب والإرهاق ونقص المناعة والدوار وغيرها العديد، فتعدّ اللحوم الحمراء والأسماك من احسن وأفضل المصادر للحصول على الحديد بالإضافة إلى الحبوب كالفاصولياء والعدس وبعض أنواع الخضار والفواكه أيضاً.