الأم هي أول شخص نعرفه في هذه الحياة التي أتينا عليها غرباء لا يعرفنا أحد ولا نعرف أحداً، فهي التي تعبت في حملها لنا تسعة أشهرٍ وهي لا تعرف من نحن ولا أيّ شخصٍ سننقلب إليه في حياتنا، وبعد ذلك تعبت الأم في تربيتها لنا والاعتناء بنا رغم أنّها لم تكن مجبرة على القيام بذلك ولكنها تفعل ذلك محبةً لأولادها، فتسهر الليالي الطوال للاعتناء غير منتظرةٍ لأي مقابلٍ من أطفالها فتفعل ذلك من دافع حبها لأطفالها ورحمتها بهم فهي الإنسان الوحيد القادر على فعل ذلك.
فلذلك كرّمت جميع الأمم منذ نشأة البشرية الأم لدورها العظيم في المجتمع فهي كما يقول الناس نصف المجتمع والتي تلد النصف الآخر وتربيه فهي بذلك المجتمع كله، فلولاها لما استطاع أي إنسان أن يعيش حتى ولو لبضع ساعات في هذه الدنيا، فتغنى الشعراء بالأم منذ بداية الشعر، وتغنّى المغنون بها وذكرها الفلاسفة في كتبهم بأنها العنصر الأهم في بناء المجتمعات والحضارات.
إقرأ أيضا : أمثال عن الأم
أما في الإسلام والذي هو شرع الله الذي فطر الإنسان عليه، كرم الله عز وجل الأم فجعل لها أعلى المراتب وجعل الجنة تحت قدمتها فهي الإنسان الوحيد الذي قارن الله عز وجل رحمته بها، كما أن الله عز وجل جعل طاعة الأم ورضاها مفتاحاً من مفاتيح الجنة، وجعل معصيتها وعقّها احد أكبر الكبائر التي تدس الإنسان في أعماق الجحيم، فبعد أن كانت المرأة ي الجاهلية ذات قيمة متدنية جاء الإسلام ليرفع من قيمتها، فبعدما كانت قيمة المرأة هي الجارية التي لا هدف من وجودها سوى إرضاء الرجال، أصبحت هي أحق الناس بصحبة الإنسان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك، كما أنّ إغضاب الأم يؤدي إلى غضب الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
فالأمّ ذات فضل عظيم على المجتمع فهي التي تقوم ببنائه بتربية أبناء الجيل والمجتمع فكما قال الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
ولا تنسى ايضا الاطلاع على : أقوال جميلة عن الأم
إذ إنّ الأمّ هي التي تقوم بوضع الأخلاق الحميدة في عن طريق التربية الصحيحة لأبناء المجتمع ذكوراً وإناثاً، فالتربية الصالحة لا ينتج عنها إلّا أبناء صالحون يفيدون المجتمع ويقومون بإعماره.
