تعتبر العمرة من العبادات التي نتقرّب بها إلى الله سبحانه وتعالى؛ وذلك بالتوجّه إلى بيت الله الحرام بعد الإحرام والقيام بالطواف والسعي بين الصفا والمروة والتحليق، والعُمرة حكمها واجبةٌ مرةً واحدةً في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً وما زاد عن ذلك فهو تطوعٌ؛ قال تعالى:وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ...
طرق وخطوات آداء مناسك العمرة
العُمرة كلمة تدلّ على القصد والزيارة ويجب أن تكون كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم القائل: خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ رواه مسلم، وهي خمسة مناسك:
- الإحرام: يقصد به لبس ملابس الإحرام والاغتسال في الميقات المحدد لكل أهل بلدٍ، ولبس الإحرام للرجال إزارٌ ورداءٌ غير مخيطين ويستحب تعطير الجسد للرجل دون اللباس، أما المرأة فتُحرِم في لباسها مع تجنب اللباس الفاتن أو الشفاف أو الضيق، وعند الإحرام يلزم على المعتمر أن ينوي بالعُمرة بقول: لبيك اللهم بعمرةٍ، وبعد ذلك يستحب رفع الصوت بالتلبية للرجال لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك لبيك، ونشير إلى مواقيت الإحرام وهي لأهلها ولمن مرَّ عليها قاصداً العُمرة من غير أهلها وهي كالتالي:
- ميقات الجحفة (رابغ) لأهل الشام.
- ميقات قرن المنازل لأهل نجد.
- ميقات يلملم لأهل اليمن.
- ميقات ذو الحليفة لأهل المدينة.
- ميقات ذات عرق لأهل العراق.
- ميقات أهل مكة من بيوتهم.
- الطواف: بمجرد وصول المعتمر إلى مكة المكرمة عليه أن يبادر إلى الحرم ويبدأ بالطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواطٍ مبتدئاً من عند الحجر الأسود ومنتهياً به في، كل مرة يكون فعل ذلك قد قطع شوطاً ويقول: بسم الله والله أكبر، ويشير للحجر الأسود بيده إن لم يستطع لمسه ويجب عدم التدافع والتزاحم للوصول للحجر الأسود، وعند الوصول إلى الركن اليمانيّ يستحب المسح عليه باليد واليمنى، والدعاء بين الحجر الأسود والركن اليمانيّ مستجابٌ بإذن الله، وللمعتمر أن يدعو بما يشاء أو بما ورد عن النبي عليه السلام والصحابة الكرام كأن يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار)، وبعد الانتهاء من الطواف يصلي المعتمر ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام؛ يقرأ في الأولى سورة الكافرون وفي الثانية سورة الإخلاص.
- السعي: يبدأ المعتمر السعي من جبل الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ويقول بعدها ( أبدأ بما بدأ الله به) ثم عليه أن يكبّر ثلاث مراتٍ ويقول: (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلّا الله وحده أنجز وعده وصدق عبده وهزم الأحزاب وحده) ويكرّرها ثلاث مراتٍ، وهذه الأدعية على المعتمر أن يكرّرها كلّما صعد جبل الصفا وجبل المروة وله بعد ذلك أن يدعو بما يشاء، ثم يبدأ بالمشي باتجاه جبل المروة ويهرول بين العلمين الأخضرين للرجال، ومن الصفا للمروة شوطٌ واحدٌ، وعند الرجوع من المروة إلى الصفا شوطٌ آخر.
بعد الإنتهاء من السعي يكون التحليق أو تقصير الشَّعر للرجال والمرأة تقص من شعرها قليلاً، والتحلل من الإحرام بنزع لباس الإحرام وممارسة كل ما كان محرماً على المعتمر بسبب الإحرام.
