الصحافة والإعلام

يعتبر مجال الصحافة والإعلام من المجالات التي تفتخر بها الدول وتعتبرها مرآةً لتقدمها، فالإعلام في الوقت الحاضر يسيطر على الكثير من مجالات الحياة، واستطاعت الكثير من الدول استغلال دور الصحافة والإعلام في إعلاء شأنها والترويج لأفكارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، كما أصبح الإعلام اليوم بمثابة منصة لإسقاط العديد من الأنظمة والقوانين أو لإعلاء شأنها، خصوصاً أنه يعتبر السلطة الخامسة في الدولة، وتستطيع سلطة الصحافة والإعلام التأثير ونتائج على رأي الجمهور وتغيير آرائه وتوجهاته بالشكل المطلوب.

على الرغم من تعدد وسائل الصحافة والإعلام والثورة التكنولوجية الهائلة في وسائل الاتصالات والمواصلات، إلا أن الصحافة لم تفقد رونقها المعهود، وبقيت محتفظة بالهالة نفسها التي تجعل الناس يقبلون عليها لتغذية فضولهم في قراءة الأخبار والتحقيقات الصحفية المختلفة، وعلى الرغم أيضاً من أن البعض يربط الصحافة بالورق ويحصرها فقط بالصحافة الورقية، إلا أن الواقع يفرض الصحافة الإلكترونية بقوة كبيرة، وبهذا أصبح هناك دمج صحفي إعلامي واحد، يعمل بالطريقة نفسها ويستهدف الجمهور نفسه.

ربما تفوّق الإعلام على الصحافة في الوقت الحاضر، باعتبار أن الإعلام شامل وكامل ويشمل الصحافة أيضاً، لأنه يشمل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ومع تطور أجهزة البث أصبح الإعلام بمثابة إمبراطورية قائمة بذاتها، وبهذا تعددت القنوات الفضائية الإذاعية والتلفازية، كما أصبحت الصحافة تُبث أخبارها أيضاً في الإعلام المرئي والمسموع، مما أتاح فرصة رائعة للإحاطة بجميع الأخبار ومجريات الأحداث.

مهنة الصحافة والإعلام ليست من المهن الحديثة العهد، ولا هي وليدة اليوم، بل إن الإنسان على مر التاريخ ومنذ أقدم العصور كان يسعى دائماً لمعرفة الأخبار والأحداث، ولقد تطورت هذه المهنة عبر الزمن حتى وصلت إلى ما وصلت اليوم إليه، حتى أصبح لها اليوم أناسٌ متخصصون فيها، فمهنة الإعلامي أو الصحفي أصبح منهاجاً يُدرّس في الجامعات والمعاهد، لأن الصحافة والإعلام لا يحتاجان إلى عملٍ عشوائي وإنما إلى عمل منظم والكثير من التنسيق والربط والقدرة على ربط الأحداث معاً وتحليلها.

رافق تطور الإعلام والصحافة العديد من الإيجابيات والسلبيات، وربما أهم الإيجابيات هو القدرة على إيصال المعلومات والأخبار من أكثر من مصدر، وبهذا يضمن المتلقي أنه سيعرف الخبر الصحيح ومن عدة جهات، خصوصاً في ظل انتشار ما يعرف بالصحافة الصفراء أو الإعلام المضلل الذي يهدف أحياناً إلى تزييف الحقائق وتغييرها، لكن الانتشار الكبير للصحف ومنصات الإعلام جعل الجمهور قادراً على أن يميز ما بين الغث والسمين، خصوصاً أن الصحافة والإعلام من الأشياء التي تتطلب حرية كبيرة وسقفاً لا محدوداً، وتصميماً على إعطاء الخبر الصحيح في جميع الأحوال ودون خوف من أحد.