أهمية وفائدة الغذاء لجسم الإنسان

جعل الله سبحانه وتعالى الجسم بمثابة الوديعة لدى صاحبه، فهو المسؤول عنه في العناية والرعاية، إذ أن الله تعالى لا يبقل أبداً أن يلحق أي شخصٍ الأذى بجسمه، سواء كان بإيذائه بالوسائل المختلفة أو بالامتناع عن تناول الغذاء، فالغذاء هو أساس حصول الجسم على الطاقة، وهو بمثابة الوقود الذي يُستخدمه لإنتاج ما تحتاجه الخلايا من جزيئات طاقة ومواد غذائية مختلفة ولازمة لإتمام العمليات الحيوية داخل الخلايا والأنسجة، وأهمية وفائدة الغذاء لجسم الإنسان ليست أهمية وفائدة مادية فقط، وإنما أهمية وفائدة معنوية، تعطي الإنسان دافعاً ليقوم بدوره في هذه الحياة على أكمل وجه.

جعل الله تعالى الإنسان في الأرض خليفته لبنائها وإعمارها ولعبادته، وعندما يتناول غذاءه الذي أنعمه الله عليه فإنما يقوم بعبادة من نوعٍ آخر، فهو يأكل كي يستطيع العيش وممارسة مختلف الأنشطة، وكي يكون قوياً على أداء العبادات، ويأكل غذاءه أيضاً كي يستمتع بالخيرات الكثيرة التي أنعمها الله تعالى على عباده، وفي هذا يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ? إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، وهذا يعني أن تناول الغذاء بالنسبة للجسم ليس شيئاً عبثياً، وإنما أمر من الله تعالى لاكتمال الحياة.

من الأهمية وفائدة الكبرى للغذاء أن الله تعالى جعل فيه الشفاء أيضاً، فتناوله يقوي مناعة الجسم ويجعله صلباً مقاوماً لجميع الأمراض والإصابات، فالشخص الذي يتلقى تغذية كاملة وسليمة يتميز بكونه شخص قوي خالي من الأمراض، بعكس الشخص الذي يهمل في غذائه ولا يتناول القدر الكافي منه، إذ على الأغلب يعاني من أمراضٍ جسدية عديدة، ومن الأشياء التي يمنحها الغذاء للجسم أيضاً أنه يخلصه من طاقته السلبية، فهو يعطي للإنسان شعوراً بالمتعة واللذة أثناء تناوله، مما ينعكس إيجاباً على حالته المزاجية.

لأن الغذاء هو أساس حياة الجسد، فقد حرّم الله تعالى تناول الكثير من الأغذية التي تسبب له الضرر، فليس كل غذاءٍ يقدم الفائدة، ومن أبرز المحرمات المشروبات الكحولية، والميتة، والدم، ولحم الخنزير، فهذه كلها تعطي نتائجاً سلبية عند تناولها، لهذا فإن تناول الغذاء ليس شيئاً عشوائياً، بل هو أسلوب حياة يرشدنا إلى الطريقة الصحيحة التي يجب أن نتبعها لنصون صحة أجسامنا وكي تبقى قوية ومتفتحة كالزهور، فالحكماء قالوا قديماً :”أنت ما تأكله”، أي أن ما تتناوله يظهر أثره عليك، كما قالوا أن الغذاء فيه الداء وفيه الدواء، فالحمد لله الذي أنعم علينا بالكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وأهمها الغذاء.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: