الشجرة وأثرها في التوازن البيئي

للشجرة أهمية وفائدة كبرى في الحياة، فهي أساس التوازن البيئي في الكرة الأرضية، وهي التي تلطّف الأجواء وتقلّل من نسبة التلوث، وتساعد في زيادة نسبة أكسجين الهواء الجوي، فحتى عند تصنيعها لغذائها فإنها تسهم في تقليل نسبة الغازات الضارة في الهواء، خصوصاً غاز ثاني أكسيد الكربون، لذلك تعدّ الشجرة بمثابة منقي طبيعي للبيئة، وملطفة للأجواء، بالإضافة إلى تقليلها لنسبة الملوثات، وهذا كله لا يقلل من كونها مصدراً للغذاء والتدفئة وصناعة المشغولات الخشبية، بالإضافة إلى تجميلها للبيئة والمكان الذي تكون فيه، وقدرتها على نشر الظلال ليرتاح فيها الإنسان والحيوان.

تسهم الشجرة في التخفيف وانقاص من حدة العديد من الظواهر البيئية الخطيرة، فظاهرة الاحترار العالمي زادت في الأساس؛ نتيجة قطع الأشجار والتقليل من وجود الغابات، كما أن تفكك التربة وانجرافها وتغيّر خصائصها يحدث أيضاً بسبب قطع الأشجار، لذلك فإن الاهتمام بالشجرة يعدّ اهتماماً بالبيئة بشكلٍ خاص، فهي صديقة للبيئة وجزء لا يتجزأ من استقرارها وتوازنها، ولهذا فقد أمر الرسول _عليه الصلاة والسلام_ بزراعة الأشجار حتى في أحلك الظروف، وقد ورد في الحديث الشريف قوله _عليه السلام_: ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها”.

إن الشجرة التي نزرعها اليوم تسهم في الحفاظ على البيئة في الغد، وتقلل من خطر أي تلوثٍ سيحصل سواء في الحاضر أم في المستقبل، ولهذا يجب اعتبار تقطيع الشجرة بمثابة جريمة، وأن يتم حساب ومعاقبة من يقطعون الأشجار لأنّه يمثل اعتداءً صريحاً على البيئة، فالشجرة التي تُعطي الثمار والفوائد التي لا تعدّ، يجب أن تكون ذات أولوية في الرعاية والعناية، فهي مصدر لشر الطاقة الإيجابية، فالمكان الذي تتواجد فيه الشجرة هو بمثابة مكانٍ ممتلئ بالجمال والطاقة والحيوية.

من أراد ان يعرف الفرق بين وجود الشجرة من عدمه، فما عليه إلا أن يجلس مرةً في صحراء قاحلة خالية من الأشجار في ذروة شروق الشمس في فصل الصيف، وأن يجلس في نفس الظروف في مكانٍ تظلّله الأشجار، عندها فقط يستطيع الشخص أن يميّز الأثر العميق الذي تتركه الشجرة على البيئة، فهي بمثابة مكيفٍ طبيعي للهواء، وتزيد من ترطيب الأجواء وتلطيفها، وتساعد في زيادة نسبة هطول الأمطار، كما تخفّف من سرعة الرياح وتعمل كمصداتٍ لها، لذلك يجب أن يكون الحفاظ على الشجرة قانوناً متبعاً عند الجميع، وغاية لا يجوز أبداً التنازل عنها أو إغفالها، ويجب الاهتمام بها وتكثيرها في كل وقت.