المصحف الكريم هو خير الكتب السماوية جميعها، المنزه عن التحريف والتبديل، وهو أقدس الكتب وأطهرها، ففيه كلام الله الذي أنزله على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد أمرنا الله تعالى ورسوله بطباعة القرآن الكريم، وتوزيع المصاحف ونشرها، وأن نواظب على قراءته وقراءة شرحه وتفسيره وتدبر معانيه، لكن الكثير من الناس يمارسون بعض العادات أثناء إمساكهم بالمصحف الكريم، ومن هذه الممارسات تقبيل المصحف الكريم من كل جانب، خصوصاً بعد القراءة فيه، حيث أصبحت هذه العادة منتشرة بكثرة في هذا الوقت، لذلك سنوضح حكم تقبيل المصحف خلال هذا المقال.

حكم تقبيل المصحف الكريم

  • يظن كثير من المسلمين أن عادة تقبيل المصحف الكريم تدخل من باب إظهار التوقير والتقديس للقرآن الكريم، وذلك من باب زيادة الأجر والحسنات ونيل رضى الله تعالى، حتى أن البعض يعتبر هذا الفعل واجباً أو ختى فرضاً.
  • تقبيل المصحف الكريم من الأعمال التي لا وجود لها في السنة النبوية الشريفة أبداً، ولم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قد قبل المصحف يوماً.
  • تقبيل المصحف الكريم “بدعة”، لم يفعلها الرسول ولا الصحابة، وربتعرف على ما هى مجرد عادة متوارثة من شخص لآخر، لا يجوز تكرارها أبداً، وقد أجمع غالبية علماء المسلمين على أن تقبيل المصحف بعد الانتهاء من قراءته ليس من السنة في شيء.
  • لا يوجد أي دليل في القرآن الكريم يدعو إلى تقبيل المصحف، إذ أن الآيات تدعو إلى وضع المصحف الكريم في مكانٍ عالٍ ونظيف، وعدم تمزيق أوراقه أو الكتابة عليها، وعدم ترك المصحف للغبار أو وضع الكتب الكثيرة فوقه، وعدم مسه إلا في حالة الطهارة والوضوء.
  • في الوقت نفسه، لم يرد في السنة النبوية الشريفة أو في القرآن الكريم تحريم تقبيل المصحف، لذلك فإن هذه مجرد بدعة لا تقع في التحريم، لكن من باب أن كل بدعة ضلالة، لا يجوز تكرار هذا الفعل، لانه فعل غير مستحب.
  • في فتوى صدرت عن الشيخ “ابن باز” قال فيها حول تقبيل المصحف الشريف: لا حرج في تقبيله، لكن من الاحسن وأفضل والأولى عدم فعل هذه العادة كونها ليست من السنة المباركة.
  • يقول الرسول عليه الصلاة والسلام حول البدع التي تنتشر في الإسلام : ” إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة “، لذلك يجب ترك هذه العادة، فلو كان في هذه العادة خيراً وتكريماً للمصحف الكريم، لسبقنا إليها النبي عليه الصلاة والسلام، ولسبقونا إليها الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً.