تشوهات القلب عند الجنين

إن القلب لا يقل أهمية وفائدة عن الدماغ لدى الإنسان و سلامته تعني سلامة الجسم بشكل عام, و كغيره من الأعضاء فإن القلب يتطور خلال مرحلة الحمل و قد يتعرض لبعض المشكلات و التشوهات خلال تطوره لما هى اسباب قد تكون معروفه أو مجهولة لدى الأطباء, و للكشف عن وجود تشوهات في قلب الجنين يمكن للطبيب أن يجري تخطيط لقلب الجنين أو متابعته عن طريق جهاز الأمواج فوق الصوتيه.

تتفاوت العيوب الخلقية التي تصيب قلب الجنين بين البسيطة و المعقدة, حيث يوجد بعض العيوب التي لا تسبب أي قلق مثل وجود ثقب صغير بين حجرات القلب و الذي قد ينسد بعد الولادة دون أي تدخل جراحي, و اما بالنسبة للعيوب المعقدة و التي قد تشكل خطر على حياة الجنين أو تسبب له المشاكل وعيوب بعد الولادة تتمثل في وجود انسداد في أحد صمامات القلب أو قصور في دوران الدم بين القلب و الرئة و غيرها و العيوب.

إن العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال لا تختلف عن تلك التي تصيب الأجنة فهي بالأساس تظهر خلال مرحلة الحمل, و لكن الأختلاف بين الطفل و الجنين بأنه يمكن ملاحظة بعض العلامات و دلائل التي تشير على وجود عيوب في القلب دون إجراء فحوصات سريرية, و من هذه العلامات و دلائل صعوبة التنفس خلال الرضاعة أو خلال القيام بمجهود بدني و تغير لون البشرة عن لونها الطبيعي و غالبا ما تظهر شاحبة.

إن علاج و دواء التشوهات الخلقية التي تصيب القلب لدى الأطفال قد يحتاج لتدخل جراحي لمرة واحدة أو يمكن أن يحتاج الطبيب لعلاج و دواء هذه العيوب على مراحل متباعدة بعد أن يكتمل نمو الطفل, و هناك بعض التشوهات التي تختفي لوحدها دون تدخل جراحي مثل الثقوب الصغيرة.

تنقسم ثقوب القلب لدى الأطفال لقسمين و هما ثقوب صغيرة لا تظهر أي أعراض و غالبا ما تنسد ممن تلقاء نفسها خلال العشر سنوات الأولى من عمر الطفل دون أي تدخل جراحي, و يتم الكشف عن هذه الثقوب عن طريق الصدفة, و اما القسم الأخر فهو الثقوب الكبيرة و التي تعمل على تسارع نبضات القلب و تسارع التنفس و الاصابة بهبوط القلب, و تظهر هذه الأعراض غالبا خلال الأسابيع الأولى من عمر الطفل , إن الإجراء الطبي الأولي الذي يتم هو بإعطاء الطفل علاجات للتخلص من هبوط القلب و من ثم يتم التدخل الجراحي, و الجدير بالذكر بأن أغلب هذه الثقوب تكون بين البطينين.

إن العيوب الخلقية في القلب لدى الكبار هي امتداد لحالات مرضية عانى منها هؤلاء الأشخاص في طفولتهم, و تنقسم هذه الحالات لقسمين أحدهما لم يتم الكشف عنه في وقت مبكر و غالبا ما يكون بسيط, و الأخر تم الكشف عنه في مرحلة الطفولة و تلقى صاحبه العلاج و دواء على مراحل, و في حالات التشوهات القلبية لدى الكبار يحتاج المرء للمتابعة المستمرة وتناول العلاجات للحفاظ على حياته طبيعية و كما قد يحتاج لتدخل جراحي في بعض الأحيان.