شككت دراسة أجريت مؤخرا في الخصائص الوقائية للأسبرين من السكتة القلبية وسرطان القولون وهي الخصائص التي كانت دراسات قد أجريت خلال العقد الأخير قد أشارت إليها باستمرار.

وكانت الدراسات السابقة قد استمرت في الكشف باستمرار عن خصائص جديدة للأسبرين، حتى أصبح يستخدم في الوقاية من أمراض القلب، ولتقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون وأنواع أخرى من المرض، مما دفع الأطباء لترجيح تقديمه بجرعات منخفضة للمرضى والأصحاء، على حد سواء، على سبيل الوقاية من الأمراض المزمنة.

وأظهرت الدراسة الحديثة التي تضمنت  تسع اختبارات سريرية، وتم نشرها في دورية “أرشيف الطب الداخلي”، ونقلتها مجلة “تايم”، أن الأسبرين أثبت فعاليته في خفض مخاطر إصابة البالغين، في متوسط العمر، بالنوبات القلبية، إلا أن تلك الفوائد كانت متواضعة.

كما أظهرت أن القرص لا يوفر الحماية من الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمات القلبية القاتلة، وأن الفوائد المحدودة لمنع الإصابة بالنوبات القلبية غير الفتاكة قد تلاشت مقابل أعراض جانبية خطرة نادرة الحدوث نسبياً.

وشملت الدراسة الحديثة، وهي الأكبر من نوعها حتى الآن، أكثر من 100 ألف مشارك من دول نامية. وفي التجارب التسعة، قدم للمشاركين إما جرعات أسبرين يوميا، على مدى ستة أعوام، أو حبة وهمية.

ووجد الخبراء أنه أمكن تجنب الإصابة بنوع بمرض القلب الوعائي لمشارك واحد بين كل 120 مشاركا تناولوا جرعات من الأسبرين يومياً، وفي المقابل، عاني واحد من كل 73 من النزيف، كما لاحظوا عدم وجود فارق مهم في حالة الوفيات بين مجموعة الأسبرين أو تلك التي تناولت أقراصا وهمية.

ويتمتع الأسبرين بخاصيته المخففة للزوجة الدم والمخفضة بالتالي لتكون  تجلط الدم التي قد تؤدي إلى نكسة ثانية لمريض القلب، أو تؤدي إلى السكتة الدماغية، وذلك بسبب الانسدادات التي تتسبب بها تلك الجلطات في مسالك الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب أو في شبكة الشرايين الأخرى المغذية للرئتين وبقية الجسم.

كما قد يزيد تناول الأسبرين بصفة منتظمة من خطر الإصابة بالنزيف الداخلي.
وخلص الباحثون إلى أن فوائد تناول الأسبرين يوميا قد لا تتفوق على مخاطره، إلا أنهم أكدوا في ذات الوقت أن فوائده الإيجابية في منع أمراض القلب الوعائية بين أشخاص سبق وأن أصيبوا بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، غير قابلة للجدل.
ودعا الباحثون الأشخاص الساعين لحماية أنفسهم من أمراض القلب اتباع نمط معيشي صحي يعتمد على حمية منخفضة الدهون وممارسة التمارين البدنية بانتظام.