يعتبر الفن الشعبي فنّاً إبداعياً عفويّاً أوجدّه الإنسان لتجميل وتزيين جوانب الحياة اليومية، المُرتبط بعقائد فطريّة ومناسبات وأفراح الأفراد بإختلاف مظاهرها وغايتها الإجتماعية، والفن الشعبي نتاّج فنيّ بسيط متوارث عبر أجيال متُعاقبّة ،أخذت على عاتقها الحفاظ عليه والتمسّك به حتى تتناقله الأبناء عن الأجداد، فضياع هذه الثقافات القديمة يترتب عليه ضياع ثقافة متوارثة لجماعة مُحددّة من شعب كامل، ويمتاز الفن الشعبي بالسلالسة في الكلمات وعبارات المفهومة والمواد المتوافرة في متناول عامة الناس التي لا تحكمها التقاليد ولا العادات ولا تخضع لقيود، وتتصف بالطابع المحبوب الجميل والقريب إلى القلب بتعدّد صورها بين المسموع والمرئي.

الفن الشعبي

تتنوع أشكال الفن الشعبي المتوارث عن الأجداد والقدماء منها:

  • فن الشعر الشعبيّ التلقائي في تعابيّره الذي صاغّها أشخاص تحكي عن مشاعرهم وتجاربهم الخاصة ومواقف حياتية مروّا بها، مُستوحيّن به تصويراً فنيّاً مُبسّط قريب لفهم عامة الناس،فهي تنبع من واقعهم ومُطابقّة لحالهم،يتم في المناسبات الإجتماعية والأعراس الشعبية تقديم هذه الأشعار والكلمات وعبارات العميقة الأثر وحكم معانيها، عن طريق الغناء المُرافق لموسيقى تكون نغماتها محببّة إلى القلوب وقويّة بعزفها على الآلات موسيقية شعبية أيضاً.
  • القلائد والُحليّ التي تصنعها النساء منذ القدم يدوياً،فقد كُنّ يستخدمنّ مواد بسيطة متوفرّة غير مُكلفة ومنها الخواتم،الخلاخيل، الأساور، وهناك صناعة القلائد التي يحُفر عليها الأسماء والرموز وبعضها تحمل طلاسم قديمة كانوا قديماً يتفائلون بحملها لجلب الحظ والرزق ومنع الحسد.
  • اللباس الشعبي والأثواب حيث كانت النساء منذ القدم تهتم بحياكة الأثواب المُلونّة والمُطرزات المزخرفة بدقة وجمال متناهي، فهناك أثواب نطرزة وشعبية خاصة بالنساء والخاصة بالرجال التي تمنع هيبة ووقار مقدس لدى الناس.
  • الرّقص الشعبيّ الذي يضم تراث الدبكة للرجال التي يتولاّها قائد يطلق عليه (اللويح) الذي يضبط حركات الدبيكة لترافق عازف الشبّابة، وحركات متزنة وجميلة تؤديها السيدات، وتتم بحركات وحلقات دائرية منتظمة يرافقها أنغام آلة موسيقية قديمة تسمى (الشبابّة) مع كلمات وعبارات وتراويّد مُلحنّة مُعبّرة تغمر الفرح والسرور ويتوسّطها اللوّيح.
  • السامر يقومون بها أشخاص مُصطفّين متُقابليّن ويرددّون الكلمات وعبارات ويقوم الصف الآخر بالردّ بالضدّ عليه بكلمات وعبارات وغناء موسيقي في أسلوب بسيط  يجلب الفرح والبهجه، لافتاً لأنظار الناس المدعوين والمجتمعين للإستمتاع بالردود التلقائية والعفوية التي تحتوي على جمال لغوي وإبداع في الوصف والغزل.
  • الرسومات والأدوات  المعبرة عن البيئة الشعبية الشفافة التي تحتوي على رسومات تقليدية لعبارات وكلمات وعبارات أو ورود ذات تناسق وألوان رائعة.

مميزات وخصائص الفن الشعبي

  • يعتبر الفن الشعبي فنّاً جماليّاً جماعيّاً لا يقتصر على فرد، الذي يولّد لديهم الشعور بالإنتماء للجماعة والأحساس بالمسؤوليّة إتجاهها،فهو يعتمد على الجماهير العريضة.
  • المواضيع التي يتناولها الفنان الشعبي تعكس ثقافة شعب وجماعة معينّة، تكون معروفة ومتوارثة تلبي إحتياجات المجتمع الذي يعيشه وتلقى التجاوب والقبول.
  • تكون الأشكال والألوان التي يستخدمها الفنّ التشكيلي تتناسب أغراضه مع المؤثرات والمتغيّرات الإجتماعية.
  • يوجد الكثير من الأعمال البطوليّة المُستلهمّة والقصص والأساطير والحكايات القديمة المتوارثة لغاية وقتنا الحاضر والقريبة من قلوب جميع الناس مثل (عنتر وعبلة) أو ( زيد الهلالي) و(قيس وعبلة) وغيرها، التي نلمس بها البساطة والجاذبية في سرد مواضيع الحكم والأمثال الشعبية وتبعث في النفس عند سماعها الراحة والسعادة.