إن داخل دماغ الإنسان ساعة تسمى الساعة البيولوجية تعمل على ضبط إيقاع يومه ما بين اليقظة و الراحة وبصحة جيدة و انسجام تام مع بيئته، و تسمح له أن يعيش، و ذلك من خلال تحكمها بالنشاط الهرموني للجسم المتخصص بذلك، فهي التى تمكنا من الاستيقاظ صباحا و توجهنا للنوم في كل ليلة، و هي التي تنظم أجسامنا الحيوية و البيولوجية بشكل دقيق و متوازن.

إن ضبط هذه الساعة بطريقة صحيحة لتناسب نظام حياتنا اليومي مثل الذهاب إلى الدراسة أو العمل في الصباح، يجعلنا بغنى عن استخدام الساعات المنبهة و التي تثبت الدراسات يوما بعد يوم أن لها أثارها الجانية السيئة، و ذلك لكونها تجعلنا نستيقظ بطريقة مفاجأة في حال أن الاستيقاظ طبيعيا بدون منبهات يتم بطريقة تدريجية، و تقول بعض الدراسات الحديثة أن المنبهات الصاخبة قد تؤدي إلى سكتات دماغية مفاجأة، مما يجعل استخدام ساعتنا البيولوجية أكثر أمانا، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن نثق بها أكثر من الساعات المنبهة التي قد تخذلنا في بعض الأحيان، و لا تقف فائدة ضبط الساعة البيولوجية على ايقاظنا من النوم فحسب إنما تجعل طريقة نومنا صحية و تضمن لنا عند الاستيقاظ شعورنا بأن المدة التى قضيناها في النوم كانت كافية، و ذلك ما نفتقده في كتير من الأحيان.

طريقة ضبط الساعة البيولوجية

  • حدد عدد الساعات النوم
    حدد عدد ساعات النوم التي تفضل أن تنامها في كل ليلة لتكون ما بين 5 – 10 ساعات، و ذلك طبقا لطبيعة حياتك اليومية، حاول أن يكون عددها كافي ليأخذ جسمك الراحة المطلوبة، و ذلك حسب طبيعة نشاطك اليومي مع العلم أن ذلك لا يؤثر على  ضبط الساعة البيولوجية الخاصة بك, فالمهم هنا تحديدها و ليس عددها.
  • قم بإطفاء جميع الأضواء في مكان نومك
    إن الساعة البيولوجية تعرف على ما هى إلا خلايا عصبية في الدماغ، يتم ضبط نشاطها من خلال التأثير ونتائج عليها بعوامل خارجية من الضوء و الظلام، كما يؤثر الظلام أيضا على عقدة عصبية تقع خلف العين، فبمجرد خفض الضوء تقوم بتحفيز الجسم على خفض درجة حرارته، و بالتالي تنشيط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، و قد نجد في ذلك تفسير منطقي للدراسات التي تقول أن معدل النوم عند الاشخاص قبل اختراع المصباح الكهربائي كان 10 ساعات تقريبا.
  • ضع في دماغك الساعة التي تريد أن تستيقظ فيها
    حاول أن توصل إلى ساعتك البيولوجية الوقت الذي تريد الاستيقاظ فيه، و ذلك من خلال التخيل البصري للساعة و التركيز على وقت الاستيقاظ الذي تخطط له، و تأمل صوت المنبه الذي يدق في هذه الساعة، و تكرار ذلك عدة مرات قبل النوم، إذا اعتقدت أن ذلك لن ينجح فتذكر كم مرة ضبطت ساعة المنبه لموعد مهم و استيقظت قبلها بدقائق, فإن ذلك لم يحدث بفعل الصدفة، إنما بسبب اقناعك لدماغك بضرورة الاستيقاظ في هذه الساعة.
  • عرض جسمك إلى الضوء حال استيقاظك
    فكما قلنا سابقا إن الخلايا العصبية التي تشكل الساعة البيولوجية تتأثر بالضوء و الظلام, و تأثرها بالضوء يحفز الجسم على ضبط هرموناته المتخصص باليقظة.

إن تكرار هذه الطرق وخطوات على فترة زمنية قصيرة يساهم في ضبط ساعتك البيولوجية، و بالتالي ضبط ايقاع حياتك بطريقة مرضية لك, تساعدك على الانتهاء والتخلص من المشاكل وعيوب اليومية التي تتعرض لها سواء عند الاستيقاظ صباحا, أو الأرق قبل النوم.

الساعة البيولوجية للرجل

الانسان يعيش بفعل تناوب الليل و النهار، و يكون أكثر فعالية و نشاطا في النهار منه في الليل، و هناك زمن للإنسان يحلم و يفكر، و زمن للنوم، و زمن للعائلة، و هكذا ،و العلماء أصبحوا يعرفون جيدا إيقاعات جسم الإنسان و تغير وظائفه الفسيولوجية عبر الزمن، لذلك يمكن أن تكون تأثير ونتائج الساعة البيولوجية على الرجل مختلف عن المرأة من حيث الحمل و الإنجاب، و من خلال الدراسات فقد أثبتت أن الرجال قادرون على الإنجاب حتى في أعمار متقدمة حتى عمر 94 سنة و هو أعلى عمر تم إثباته علميا.

الساعة البيولوجية للمرأة

مع تقدم العمر تتأثر الساعة البيولوجية، و بالتالي تؤثر أداء بقية أعضاء الجسم، و قد كشفت الأبحاث العلمية منذ القدم تأثير ونتائج الساعة البيولوجية على المرأة، فهي عكس الرجل حيث تقل فرص الحمل مع تقدم العمر، و حتى لو حصل الحمل فقد ترتفع فرص الإجهاض و ولادة أطفال مشوهين خلقيا.

الساعة البيولوجية بعد رمضان

يتغير نظام النوم و الاستيقاظ بعد شهر رمضان، و يصبح النوم مطلبا عزيزا فيحاول الناس تعديل أوقاتهم للتوافق مع الاستيقاظ المبكر و التفاعل مع العيد، و السبب في ذلك هو التغير الذي يطرأ على الساعة البيولوجية في المخ، الذي يتسبب في الإرباك، مما يجعل الحالة المزاجية للشخص حادة و شديدة العصبية، فضلا عن أن الجسم يصاب بحالة من التعب المستمر، و تبقى هذه الأعراض لمدة بسيطة، و في أغلب الأوقات لا تتجاوز الأسبوع على الأكثر.

الساعة البيولوجية والرجيم

يشعر المرء بالتعب و الخمول أثناء الرجيم، وذلك بسبب اعتياد ساعته البيولوجية على نمط معين من الطعام ،و أوقات تناول الطعام، و هذا التناقض هو الذي يسبب التعب و الرغبة في تناول المزيد من الطعام.