الإنسان ومكان السكن

تتباين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للناس، وهذا يجعلهم مختلفين في طريقة العيش ومكان السكن، حيث يعيش بعض الناس في الأرياف، وبعضهم الآخر يعيش في المدن، وهذا ينعكس على شخصية الفرد من خلال ما تتركه بيئة الريف أو بيئة المدينة في شخصيته، حيث يكتسب بعض التوجهات السلوكية، والأنماط الثقافية والاجتماعية التي تفرضها كل بيئة، وهناك العديد من الفروقات بين الريف المدينة، والتي تشمل المجالات كافة على مستوى الأفراد أو الجماعات، ويمكن ملاحظة هذه الفروقات من خلال انتقال الفرد من الأرياف إلى المدن أو العكس، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن الفرق بين الريف والمدينة.

الفرق بين الريف والمدينة

يبرز الفرق بين الريف والمدينة في العديد من المجالات المختلفة، ويمكن ملاحظة ذلك خلال أوجه المقارنة الآتية:

  • عدد السكان: يقلّ عدد سكان الريف بشكل كبير عن سكان المدينة، حيث يصل عدد سكان الأرياف إلى بضعة آلاف، أمّا في المدن فيَصِلُ التعداد السكاني في بعض الدول إلى مليون نسمة تقريبًا للمدينة الواحدة.
  • الحصول على السلع والخدمات: تتميز المدن بوجود العديد من المراكز التجارية الضخمة، والتي تحتوي على مراكز بيعية متخصصة مما يسهل الحصول على السلع والخدمات في المدينة، وبعض هذه المراكز البيعية يتميز بتوافر الخدمة على مدار الساعة لتلبية متطلبات أهل المدن، أما في الريف فيقتصر الأمر على وجود محلات تجارية صغيرة لا تحتوي على جميع ما يحتاجه الإنسان.
  • مهنة السكان: غالبًا ما يعمل أهل الأرياف في الحرف أو الزراعة أو تربية المواشي، أما أهل المدينة فيعملون في العديد من الوظائف الهندسية، أو الإدارية، أو ضمن الكوادر التعلمية، بسبب وجود العديد من الشواغر الوظيفية في المصانع، والمدارس، والبنوك، والشركات العامة.
  • التقارب الاجتماعي: يؤدي عدد السكان القليل في الأرياف إلى وجود تقارب نسبي بين سكان الريف، بخلاف المدينة التي تحتوي على عدد كبير من السكان، الأمر الذي يقلل معرفة الناس ببعضهم إلا في بعض المناسبات الرسمية.
  • التلوث البيئي: يبرز الفرق بين الريف والمدينة من خلال وجود بيئة نظيفة نسبيًا في الأرياف بسبب قلة الملوثات البيئية مقارنة بالمدن التي تحتوي على العديد من المصانع التي تتصاعد منها الأدخنة الملوثة للبيئة، فضلاً عن عوادم السيارات، ومخلفات المطاعم والمستشفيات.

الهجرة من الريف إلى المدينة

  • إن وجود الفرق بين الريف والمدينة، ووجود أفضلية نسبية للمدن مقارنة بالأرياف يجعل الناس ينتقلون من الأرياف إلى المدن، ويغيرون نمط حياتهم على نحو مفاجئ، وهذا أدى إلى ظهور بعض المشكلات والظواهر الاجتماعية مثل الانفجار السكاني.
  • ازداد عدد سكان المدن بشكل أضرَّ بسكان المدينة بسبب الضغط الهائل على السلع والخدمات، وتراجع الخدمات الطبية التي لم تعد تُلبّي حاجة الأعداد الهائلة من السكان.
  • يجب التنويه على ضرورة أن تكون الهجرة من الريف إلى المدينة مدروسة، وأن تتم بشكل متدرج حتى لا على تُحدِث الضرر بسكان المدينة.