لا بد لنا في بداية حديثنا من التعرف إلى مفهوم وتعريف ومعنى تطعيم الأشجار؛ إذ يُقصد بالمفهوم وتعريف ومعنى بأنه نقل جزء من شجرة أو نبتة ما إلى نبات آخر؛ فتحدث عملية نمو النبتة الأولى على الثانية؛ ويطلع على النبتة الأولى تسمية الطعم؛ بينما تحمل النبتة الثانية تسمية الأصل، ويُشار إلى أن هذه العملية يُلجأ إليها غالباً لغايات إكثار نوع وصنف ما؛ ويكون ذات مواصفات ممتازة عالية الإنتاجية، وتخلو من الأمراض؛ وتعتبر هذه الطريقة بديلاً عن العُقل والترقيد،  كما يمكننا القول بأن عملية تطعيم الأشجار عبارة عن دمج صنفين من النباتات أو إضافتهما إلى بعضهما البعض؛ ويشترط أن يكونا من نفس النوع و الفصيلة؛ وتعتبر طريقة التطعيم من الطرق ووسائل التقليدية المستخدمة لتحسين نوعية ثمار شجرة ما وزيادة إنتاجيتها؛ ولا بد من الإشارة إلى أن عملية التطعيم تتطلب خبرة في طريقة إتمامها بشكل صحيح، لذلك سنقدم طريقة تطعيم الأشجار المثمرة خلال هذا المقال.

طريقة تطعيم الأشجار المثمرة

تنقسم أنواع عملية تطعيم الأشجار المثمرة إلى نوعين أساسييّن؛ وهما:

  • التطعيم بالقلم (تركيب):
    يُلجأ إلى استخدام هذه الطريقة غالباً في فصل الشتاء؛ حيث تكون الأشجار في هذه الفترة متساقطة الأوراق، وتمتد هذه الفترة بين مطلع كانون الأول وحتى نهاية شهر آذار، وتتزامن هذه المرحلة في الجزء الأخيرة من فترة سكون النبتة ودخولها في مرحلة بدء النمو في فصل الربيع؛ فتكون النتائج احسن وأفضل في هذه المرحلة؛ وتتضمن الطرق ووسائل التالية:
  • التطعيم بالشق:تستخدم في كل المشاتل؛ وتطعيم الأشجار ذات الحجم الكبير، والشتول المزروعة في الأرض، ويتم ذلك من خلال قص الأصل بارتفاع يتراوح ما بين 5-10 سم فوق مستوى سطح التربة؛ حيث تستخدم السكين لإجراء شق عمودي يصل عمقه إلى 3 سم؛ ثم يُفتح الشق بواسطة خشبة السكين؛ ونبدأ بإدخال قلم التطعيم ذات البراعم، ويُقص بشكل مائل فوق البراعم؛ ثم يلجأ المُزارع إلى بري قلم التطعيم من الناحيتين الداخلية والخارجية ليكون داخلياً رفيع؛ وخارجياً غليظ، ويُغطى مكان التطعيم بواسطة قطعة من الماستيك؛ ويُربط، أما فيما يتعلق بالأشجار الكبيرة فإنه من الممكن نشرها في أماكن تفتقر للعقد والفروع الجانبية بالمستوى ذاته؛ ويتم ذلك بواسطة منشار لغايات الحصول على أقلام تطعيم متساوية النمو؛ ويجرى التطعيم وفقاً لما ذكرنا سابقاً.
  • التطعيم اللساني؛ يلجأ المزارع إلى استخدام هذه الطريقة في حال كانت أصول الأشجار المثمرة لها قطر صغير لا يتجاوز 12 ملم؛ إلا أنه يفضل غالباً في أن يتساوى قطر الطعم والأصل معاً؛ وتستخدم غالباً في المشاتل.
  • التطعيم اللحائي؛ يُنفذ هذا النوع في فصل الربيع؛ وذلك لسهولة الفصل بين اللحاء والخشب؛ أما فيما يتعلق بأقلام التطعيم فتُؤخذ خلال فصل الشتاء ويُحتفظ بها في البراد إلى حلول فصل الربيع، وفي هذه الطريقة يعمل المزارع على نشر الفروع بأسلوب متساوٍ؛ فتصبح ملساء وخالية من العقد تماماً؛ ويُحدِث شقاً في القشرة لا يتجاوز طوله 5سم نحو الأسفل، ويُقطع قلم التطعيم من الأعلم إلى الأسفل؛ ثم من الجهة المقابلة؛ ويشترط أن يكون واحداً من المقطعين أطول من الآخر.

تطعيم الأشجار المثمرة بالبرعم (العين أو القمحة)

من الممكن تنفيذ هذه الطريقة في تطعيم الأشجار المثمرة بالاعتماد على واحدة من أنواعها؛ وهي:

  • التطعيم الدرعي:
    تُطبق على معظم أنواع الأشجار المثمرة ما عدا تلك الأشجار ذات القشرة السميكة؛ كأشجار التوت والجوز مثلاً؛ ويصلح استخدامها على الأشجار التي تتفاوت أقطارها ما بين 5-25سم؛ ويستخدم الفلاح في هذه الطريقة التطعيم في ارتفاع لا يتجاوز 20 سم فوق مستوى سطح التربة؛ أما في حال استخدام هذا الأسلوب في الأشجار الكبيرة ذات الفروع العالية؛ فينصح في تطعيم الجزء الأسفل من الفرع بأسلوب أفقي؛ حيث لا يتجاوز طول القطع الأفقي 2سم بواسطة سكين التطعيم الحادة؛ ثم يُشرع في تنفيذ شق طولّي عند منتصف الشق السابق؛ ليتشكل لدينا حرف T؛ ويُبدأ بعدها بفصل القشرة عن طرفي الشق الولي عن الخشب؛ ويجب توخي الحذر بعدم تمزيقها؛ وبالاعتماد على السكين نزلق البرعم من الأعلى نحو الأسفل بين شقي قشرة الأصل والخشب؛ وتبدأ قشرة الأصل بدورها على ضم طرفيها على البرعم بعد إزالة السكين؛ ويُربط الطعم بواسطة خيطان مخصصة لذلك.
  • التطعيم بالرقعة:
    يُطبق على الأشجار ذات القشرة السميكة من خلال استقطاب البرعم برفقة قطعة من القشرة على هيئة رقعة؛ ثم نأتي بسكين خاصة لها نصلين متوازييّن لإحداث شقين متوازيين في قشرة الأصل وقلم التطعيم؛ بشرط أن لا يتجاوز العرض 4 سم؛ ثم نحدث شق رقعة متساوية مع الأولى على الأصل؛ ونتخلص من رقعة الأصل ونضعها في مكانها المخصصة عند رقعة الطعم؛ وتُربط بإحكام؛ وتُغطى الجروح.