عزيزي الرجل,,,

يرى جون جراي صاحب نظرية الرجال كالأحزمة المطاطية, و المتخصص في دراسة العلاقات بين الرجل و المرأة, أن النساء كالأمواج, و أن العلاقة العاطفية التي تربط الرجل و المرأة تظل دائما في حالة مد وجزر, و لا يمكن أن تبقى على نفس الوتيرة, فالرجال يقتربون بحثا عن الحب, و يبتعدون بحثا عن الاستقلال, و النساء كالأمواج تعلو و تنكسر و لكن لماذا ؟

يتقلب حال المرأة بين الشعور بالرضا, و شعورها بالفراغ الداخلي, و بين الحالين هناك فرق, فالمرأة عندما تشعر بالرضا عن نفسها تكون قادرة على تقديم الرعاية و الحب لشريك حياتها, فتكون عاطفتها بذلك موجة في ذروة ارتفاعها, بينما تشعر بالتثاقل من كل ما تقدمه له و للآخرين حين تهبط إلى قاع البئر, و الجدير بالذكر أن جزءا من المشاعر السلبية التي تسيطر على المرأة في هذه المرحلة قد تكون بلا سبب و الجزء الأخر يكون سببه إنكارها لذاتها و تضحيتها برغباتها عندما كانت موجة مشاعرها في ذروتها, رغبة منها في تقديم السعادة لشريك حياتها و للأخرين.

ليس هناك سبب منطقي لهذا التقلب في مشاعر المرأة, غير فطرتها و تركيبها العاطفي, و يعتقد الرجل أن المرأة عندما تكون في حالة الرضا عن نفسها فأنه يكون قد نجح في محاولته لإسعادها من خلال ما يقدمه من العاطفة و الاهتمام, و هذا صحيح تماما, فشعور المرأة بالرضا لا يتكون إلا بسبب شعورها بالحب و الرعاية و الاهتمام من شريك حياتها, كما يجزم أيضا بتقصره كلما هبطت المرأة إلى البئر, و أنه قد صحح الموقف كلما عادت موجتها العاطفية إلى الارتفاع, وهذا في الواقع غير صحيح.

ولكن كيف يتعامل الرجل مع هذا الواقع؟

كما قلنا إن الرجل ليس هو من يتسبب في نزول المرأة إلى البئر, و لكنه في الغالب يخطئ في التعامل معها في هذه المرحلة, فالرجل عندما يرى شريكة حياته و هي تشعر بعدم الرضا يبدأ محاولاته بإعادة الرضا إلى نفسها بطريقة خاطئة و هي محاولة إقناعها بأنه ليس هنالك ما يجعلها تعيسة, فيعدد لها ما هى اسباب السعادة المتوفرة في حياتها, و لكن هذه المحاولة ستفشل بالتأكيد فالمرأة لن تعود إلى الرضا حتى تصل إلى قعر البئر, و مما يزيد الأمور تعقيدا و إرباكا, أن عدم استجابة المرأة إلى ما هى اسباب السعادة التي ذكرها لها قد يخلق شجارا فيما بينهما.

ولا تنسى ايضا الاطلاع على : سبب تسمية سورة النساء

إلى ماذا تحتاج المرأة في هذا الوقت؟

تحتاج المرأة في هذا المرحلة الدعم من شريك حياتها, و محاولته الدائمة بتقديم الاهتمام و العاطفة, حتى و لو واجهته بالنكران, و يحتاج الرجل إلى الصبر و عدم استعجال المرأة في الخروج من البئر, فهي لن تخرج إلا إذا وصلت إلى القاع, و تلقت الدعم الكافي و الحب بدون مقابل منه.

عزيزتي المرأة,,,

لا تبالغي بتقديم التنازلات و إنكار الذات عندما تكون موجة العاطفة في أوجها, فإن ذلك قد يزيد من المشاعر السلبية عندما تنكسر