بعث الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ليكون خاتم الأنبياء وآخر المرسلين، وقد جاء عليه الصلاة والسلام برسالة هيمنت على كل الرسالات من قبلها فجاءت رسالة تتضمن شريعة ربانية كاملة لا نقصان فيها، كما اتسمت تلك الرسالة بالعالمية حيث أرسل النبي الكريم إلى جميع البشر بالرحمة المهداة والنور المبين، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وقد جاءت شريعة الإسلام بتعاليم كثيرة وتوجيهات تنظم كل شؤون حياة الإنسان في دينه ودنياه، وكانت مهمة تبليغ الدين والدعوة إليه من أجل الأعمال إلى الله تعالى وأحسنها، قال تعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"؛ فالدعوة إلى الله هي دعوة بالضرورة إلى الإسلام والتوحيد، وإن هذه المهمة الجليلة ليست محصورة على الرسل والأنبياء، بل إن كل إنسان قادر على الدعوة إلى الإسلام بحسب استطاعته وقدرته، وبحسب امتلاكه لأدوات الدعوة وأساليبها. ويتساءل كثير من المسلمين عن الطريقة التي يمكن اتباعها للدعوة إلى الإسلام وطريقة ذلك، والحقيقة أن الدعوة إلى الإسلام هي مهمة سامية تتطلب منك ما يلي.
كيف تصبح وتكون داعيا للإسلام
- على المسلم أن يحب دين الإسلام حبا حقيقا حتى يدعو إليه، فكثيرا من الناس في وقتنا الحاضر تراه يتحمس لأمور الدين والدعوة إلى الإسلام بدون أن يمتلك حبا حقيقا لهذا الدين العظيم؛ فالحب الحقيقي للإسلام هو الدافع الرئيس للدعوة إليه، وعندما يلامس حب الإسلام شغاف القلوب يدرك المسلم أن عليه واجب الدعوة إليه بكل ما أوتي من قوة.
- أن يحرص المسلم على أن يتعمق في معرفة الإسلام من حيث أحكامه وحدوده وتوجيهاته وأدابه وغير ذلك الكثير، فالداعي إلى الإسلام يتعرض إلى مواقف كثيرة تتطلب منه أن يكون قادرا على الرد على من يوجه له سؤالا عن الإسلام، وربما إذا شعر المستفسر بضعف الداعية إلى الإسلام اضطربت أموره وامتنع عن الدخول في هذا الدين العظيم، فالداعي إلى الإسلام هو إنسان عنده من العلم الشرعي والفقه ما يؤهله لهذه المهمة العظيمة.
- أن يتحلى الداعية للإسلام بالصفات الكريمة والأخلاق النبيلة التي تجعل منه قدوة لغيره، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"؛ فالداعية إلى الإسلام يتمثل شريعته وأحكامه وتوجياهاته واقعا ملموسا في حياته ويسير بنورها وهديها فيكون قدوة لمن أراد التعرف على الإسلام والدخول فيه، وكذلك عليه أن يتحلى بالحكمة والتي هي نعمة من الله كما أن عليه أن يتقن أساليب الوعظ بالأسلوب الحسن المحبب للنفوس.