من هي أم المساكين

أم المساكين لقب أطلق على ثلاثة من أمهات المؤمنين، وهن: زينب بنت حجش، وزينب بنت خزيمة، والعالية بنت ظبيان التي طلقها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتزوجت قبل أن يكون محرما نكاح أمهات المؤمنين، وفي ما يلي شرح موجز عن حياة كل منهن -رضي الله عنهن-.

هي زينب بنت خزيمة الحارث بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، وقد لقبت بهذا الاسم في الجاهلية، لعطفها على المساكين ورحمتها بهم وعطفها عليهم، واستمر أيضا هذا الاسم معها بعد دخولها الإسلام، حيث استمر عطاؤها أيضا وهي زوجة عبيدة بن حارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله -صلى الله عليها وسلم-، الذي استشهد زوجها بعدما أصيب بجراح خطيرة في معركة بدر، وقد شاء الله في السنة الثالثة للهجرة أن تزوجها رسول الله -صلى الله عليها وسلم- ليكون لها حضنا ومأوى بعد موت زوجها، وهي بذلك رابعة أمهات المؤمنين.

وقد اختلفت الآراء حول من زوجها للرسول -صلى الله عليه وسلم-، إحدى هذه الروايات تقول بأن عمها قبيصة بن عمرو الهلالي هو من زوجها للرسول -صلوات الله عليه وسلامه-، ورواية أخرى تقول بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها إلى نفسه فجعلت أمرها إليه فتزوجها، وكانت زينب أجود زوجات الرسول وأبرهن بالمساكين واهتمامهن بهم، وقد أجمع المؤرخون على كرمها وعطفها الشديد على الفقراء، إذ لا يكاد اسمها مذكورا إلا ولقبها الكريم يتبعه في كل كتاباتهم.

وقد قلت كتب السيرة والتراجم التي نقلت أخبار السيدة زينب -رضي الله عنها-، وذلك لقلة المدة التي مضتها في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، توفيت أم المساكين في شهر ربيع الآخر سنة أربع للهجرية، وقد لحقت بالسيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانت بذلك ثاني زوجاته رحيلا في حياته، حيث قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- على جنازتها، ودفنت في الحجون بمكة، وكانت -رضي الله عنها- أولى زوجاته التي دفنت في هذا المكان المبارك.

وهي زينب بنت حجش بن يعمر بن مرة ولدت في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجرة، أمها بنت عبد المطلب أميمة وأخوها عبد الله بن جحش، تزوجت من زيد بن حارثة ولكن لم يدم زواجهما فطلقها زيد، وبعد انقضاء عدتها تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد اشتركت في غزوة الطائف بعد حنين وغزوة خيبر ثم حجة الوداع.

وهي العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبد أبي بكر، تزوجها رسول الله -صلى الله عليها وسلم- وقضت عنده مدة، ومن ثم طلقها.