أمير المؤمنين
أمير المؤمنين؛ هو لقب يطلقه المسلمون على بعض الشخصيات التي تولت القيادة الإسلامية، إذ كان هذا اللقب هو اللقب الثاني للخليفة، ذلك أن عمر بن الخطاب منع تكرار لفظ خليفة بالنسبة إلى من يتولى أمور المسلمين من الخلفاء، فقام باستبدال لفظ "خليفة رسول الله" بعبارة "أمير المؤمنين"، إذ روي أن المغيرة بن شعبة قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا خليفة الله، فقال عمر: ذاك نبي الله داود، قال: يا خليفة رسول الله، قال: ذاك صاحبكم المفقود، نعني به هنا (أبو بكر) قال: يا خليفة خليفة رسول الله، قال: ذاك أمر يطول، قال: يا عمر، قال: لا تبخس مقامي شرفه، أنتم المؤمنون وأنا أميركم، فقال المغيرة: "يا أمير المؤمنين".
أول من لقب بأمير المؤمنين
يمكننا القول بأنه عند أهل السنة والجماعة، فهو يطلق على جميع الخلفاء الراشدين (أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم من الخلفاء الأمويين والعباسيين)، وهنا نقول بأن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -هو أول من أطلق عليه لقب أمير المؤمنين، إذ كان يلقب بالفاروق، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، ومن علماء الصحابة وزهادهم، وكذلك هو أحد المبشرين بالجنة، وأول من عمل بالتقويم الهجري، وكان عادلا ومتقشفا في حياته.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قويا غليظا شجاعا ذا قوة فائقة، و كان قبل إسلامه شديد العداوة لدين الله ولرسوله، ولكن بعد أن قرأ القرآن الذي كان مكتوبا في إحدى الصفائح انشرح قلبه للإسلام، وذهب إلى رسول الله و أعلن اسلامه، وكان إسلامه -رضي الله عنه- فتحا للرسالة الإسلامية، إذ فتحت في عهده العراق ومصر وليبيا والشام وفلسطين وصارت القدس تحت ظل الدولة الاسلامية، توفي -رضي الله عنه- في شهر ذي الحجة من السنة 23 للهجرة.
أما بالنسبة للشيعة: فقد أطلقوا هذا اللقب (أمير المؤمنين) على علي بن أبي طالب، ابن عم النبي -محمد صلى الله عليه وسلم -، وفي نظرهم أن الإمام علي هو الوصي والخليفة الأول، ولقد ورد كذلك بأن لقب أمير المؤمنين هو لقب خاص بعلي، نص عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في حق الإمام علي بن أبي طالب.
وبشكل عام يمكننا أن نقول بأن أول من لقب بأمير المؤمنين هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبهذا نكون قد تعرفنا على أول أمير للمؤمنين ،وكيف تم إطلاق هذا اللقب عليه.