ما جزاء الصابرين

ما جزاء الصابرين

أن يكون الشخص صبورا ، يعني أنه يمتلك تلك القدرة على منع نفسه من أشياء يحبها و يفضلها في سبيل مرضاة الله تعالى ، كالصوم ؛ فالصائم يترك الطعام و الشراب ، و يحسن كلامه ، و يقوي صلته بالله تعالى ، فيترك نعمة الطعام و الشراب فترة مؤقتة امتثالا لأوامر الله تعالى ، و هنا يكمن مفهوم وتعريف ومعنى الصبر ، و التحمل لأغراض أسمى و أرفع من المتروك، قد يترك العبد تجارة معينة تدر عليه أرباجحا كثيرة ، و لكنها تخالف شرع الله ، فيصبر و يتركها ، و يستبدلها بالذي يرضاه الله تعالى . المؤمن من يصبر و يترك ما يجب لله تعالى ، أو قد لا يستطيع التخلي عن مايحبه ، فيخسر ثواب الصبر ، و يخسر رضى الله في الدارين .


فالصبر يعرف بالحبس و المنع ، و لغة : هو التجلد ، و حسن الاحتمال . و هنالك صبر على المحبوب ، أي حبس النفس عنه . و هنالك الصبر على المكروه : أي احتماله دون جزع . و شهر رمضان ، يعرف بشهر الصوم : شهر الصبر . فيعودنا الله تعالى فيه بالتحلي بخلق الصبر ، على الطعام و الشراب ، على العبادات ، على تعاملاتنا في حياتنا اليومية ، فيضبط المؤمن نفسه عند جوعه و عطشه ، فلا يشتم هذا و لايضرب هذا ؛ لأنه صائم محروم من الطعام والشراب لبضعة ساعات . و حاشا الله تعالى أن يحرم عباده ؛ إنما يمنحنا فترة من حياتنا يعلمنا فيها الصبر و التقرب له بأيام باركها سبحانه و تعالى ؛ ليجازينا الثواب الأكبر ، على تحملنا و صبرنا هذا .


هنالك من يصاب بمصيبة ، فيختبره الله تعالى فيها ؛ يختبر إيمانه به عز وجل ، توكله عليه / مقدار صبره على ما يكره ، فإن صبر نال الأجر العظيم ، و عوضه الله تعالى على مصيبته خيرا في دنياه ظن و أجرا في آخرته يوم الحساب . فلا يجزع المؤمن على ما يصيبه ، فالله لا يأتي إلا بالخير ، مصائب كانت أم عطايا ، لكل له اختبار ، اختبار على المصيبة ( وهو ما يكره ) ، و اختبار على ما يحب ، فيراقبه كيف سيتصرف بالنعمة ، و هل سينسب الفضل لله تعالى بالنعم هذه ، أم سيتكبر بها و يبتعد عن الزراق الكريم .


وعد الله تعالى عباده المؤمنين الثواب الأعظم على صبرهم في الحياة الدنيا ، فقال الله تعالى : (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) . فيخاطب المؤمنين على ما صبروا في دنياهم ، و تركهم للملذات و الشهوات ، لله تعالى ، فيخبرهم بأن نهاية صبركم هذا ( جنة الرحمن / دار الخلد الأبدية ) من النعيم الأبدي.

و قال الله تعالى أيضأ في كتابه : (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ).

و كما يقال ( الصبر مفتاح الفرج ) ؛ فإن أردت فرجا قريبا اصبر على ما أصابك تجد الفرج قد أقبل على بابك بإذن الله تعالى .

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل