من صفات الإنسان الخطأ والزلل فكل إبن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ، وتكون التوبه بالإقلاع عن الذنب والعزم على عدم الرجوع عليه وأن يكره أن يعود على الذنب كما يكره أن يلقى في النار ، وأن تكون هذه التوبة خالصة لله تعالى هدفه منها إرضاء الله عز وجل وليس لظرف من ظروف الحياة .
و يطلب العبد حين يتوب إلى الله عز وجل المغفرة منه سبحانه وتعالى ويكون هذا الطلب بالإستغفار، فنحن نعلم أن الزيادة في اللغة العربية في حرفي السين و التاء تفيد الطلب ، فيعني بذلك الإستغفار طلب المغفرة ، ويكون الإستغفار بأن يقول العبد بلسانه مخلصا بها قلبه "أستغفر الله " ولا توجد صيغة محددة للإستغفار ، فيستطيع المسلم أن يقول : أستغفر الله أو أستغفر الله العظيم و أتوب إليه أو أستغفر الله الذي لا إلاه إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، وخير ما جاء في الإستغفار هو الحديث الذي وردنا عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم و المعروف بحديث سيد الإستغفار، حيث روى الإمام البخاري في صحيحه هذا الحديث ، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سيد الإستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال : ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة.
إقرأ أيضا : عجائب الاستغفار
و للإستغفار فوائد عظيمة ، فهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تجعل للإنسان من كل هم فرجا ومن كل ضيق فرجا ويرزقه الله بها من حيث لا يحتسب كما أن الإستغفار يجلو الهموم ويبعد الأحزان ويزيد في رزق المال والذرية ، فكم من محروم من الذرية على سبيل المثال قد رزقه الله بالذرية الصالحة بعد أن داوم على الإستغفار ، فكل هذه المبشرات و الفضائل للإستغفار هي من الدوافع التي تحض المسلم على أن يستمر في الإستغفار.
و من الأمور التي تجعل الإنسان يستمر في الإستغفار هو استحضاره للعاقبة الحسنة للإستغفار في الدنيا والآخرة فلا يعقل أن يفرط أي إنسان في المزايا العظيمة التي تكون مع الإستغفار والإستمرار عليه.
