أضحية العيد
تعد الأضحية من شعائر عيد الأضحى العظيمة، فالعيد ليس مجرد ذبائح تذبح، إنما قيمة الذبح بالأجر المتحصل، والنية المتقبلة، والأضحية إعلان ورفع لمفهوم وتعريف ومعنى التضحية والفداء، وفي الأضحية شعور مع الفقراء، ومواساة بحالهم، وإحساس بأوضاعهم، حيث إن من آدابها التصدق منها على الفقراء والمحتاجين. كما أن في الأضحية تقوية وتنمية لروابط المحبة بين أبناء المجتمع المسلم بشكل عام، وبين الأقارب بشكل خاص، وفيما يلي توضيح لشروط أضحية العيد وما يتعلق بها من أحكام.
الحكمة من مشروعية الأضحية
لمشروعية الأضحية حكمة عظيمة، فهي تذكرنا بمحطات ضاربة في التاريخ، وذلك عندما امتثل إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- للوحي الذي جاء سيدنا إبراهيم في نومه بتنفيذ أوامر الله -عز وجل- له، وذلك بذبح ابنه إسماعيل، وحيث إن رؤيا الأنبياء حق، فقد امتثل إبراهيم -عليه السلام- مقدما أوامر رب العالمين على رابطة وعاطفة الأبوة، وعلى كل تصورات العقل البشري المحدود، في مشهد عظيم تحار معه كل العقول.
شروط الأضحية
- أن تكون من الأنعام؛ كالإبل والبقر والغنم، وعليه فلا تصح بغيرها، كالطيور أو الغزلان، وغير ذلك.
- أن تبلغ السن الذي حدده الشرع وهو: أن تتم في الضأن الستة أشهر وتدخل في الثامن، وفي الماعز أن تتم السنة وتدخل في الثانية، وفي البقر أن تتم سنتين وتدخل في الثالثة، وفي الإبل أن تتم خمس سنوات وتدخل في السادسة.
- خلوها من العيوب، وهي العوراء البين عورها، والهزيلة أو الضعيفة، والعرجاء البين عرجها.
الإشراك في الأضحية
أما عن سؤال جواز الاشتراك في الأضحية بين أكثر من بيت أو أسرة، ففي ذلك تفاصيل منها:
- بالنسبة للغنم، لا يجوز اشتراك أكثر من بيت فيها؛ بمعنى أنها فقط تجزيء عن الرجل الواحد وعن أهل بيته، أما عنه وعن غيره كإخوته إن كانوا منفصلين أو مستقلين في معيشتهم عنه فلا تجزيء فيها.
- بالنسبة للإبل والبقر، فإنها تجزيء عن سبعة أشخاص أو أقل، ومعنى ذلك أنها تجزيء عن سبعة أشخاص بأسرهم وعائلاتهم، وإن زادت عن ذلك فلا تجزيء.
يختلف الناس في تعاملهم مع الأضحية، فمنهم من يأكلها كلها، ويطعم أقاربه القريبين من أهل بيته، ومنهم من يزيد على ذلك بالتصدق منها على الفقراء والمحتاجين، والاحسن وأفضل أن تقسم إلى ثلاثة أقسام وليس بالضرورة التساوي فيها، فيهدي قسما، وقسم يأكل منه ويطعم الأقارب والأصدقاء، وقسم يطعم منه الفقراء والمساكين والمحتاجين، وفي ذلك كله خير.