من عظيم نعم الله تعالى على أتباع الديانات الإبراهيمية عموما ان جعل من بين الأعمال التي يتقربون بها إليه طمعا في رضاه ورغبة في جنته، وخوفا من غضبه وناره، أعمال خيرية تفيد البشر، وفي هذا حل لمشكلات كثيرة، فما يواجهه العالم من مجاعات وقلة مياه وحروب وكوارث طبيعية وفقر شديد وبطالة واستعباد ورق وشراء الفتيات وبيعهن حتى يومنا هذا لغايات الجنس وما إلى ذلك كل هذه الأشياء قد تجد حلولا دينية لها، فعلى سبيل المثال، من ضمن التشريعات الإلهية نظام الزكة الذي تتعدد مصارفه لتشمل العديد من الحالات السابقة، كما أن الصدقات يمكن أن تجمع لحل مشكلة كمشكلة المياه أو أية مشكلة قد تواجه من تعرضوا لكوارث طبيعية أو بناء مشروع استثماري يشغل العاطلين عن العمل أو لمقاومة ظاهرة بيع الفتيات في الأسواق كالعبيد أو أيضا لمساعدة اليتامى وإنشاء المشاريع التعليمية والتثقيفية التي لا تنحصر في مجال واحد فقط بل في كافة المجالات العلوم و والعلوم الإنسانية كالآداب والتاريخ والفلسفة والفنون، لأن مكافحة أية ظاهرة سلبية بحاجة إلى العديد من الأموال فبدون الإنفاق لن يكون هناك تنمية ولن تحارب كافة المشاكل وعيوب بطريقة تضمن القضاء عليها او حتى تقليل نسبها إلى الحدود الدنيا.
من أبرز السنن في الشريعة الإسلامية والتي يمكن من خلالها مجابهة ومحاربة ظاهر الجوع، هي ذبح الأضاحي، فهذه السنة الحميدة هي من الآثار التي نستذكر بها عظمة رسول الله إبراهيم – عليه السلام – وما قدمه للبشرية جمعاء من خير ومحبة ورحمة فاضت على العالمين، فذبح الأضاحي في عيد الأضحى سنة مؤكدة عن الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – وردت في القرآن الكريم وفي الصحيح من الحديث النبوي الشريف، وسنة على المقتدر فقط اما من هو ليس بمقتدر ماديا فليس عليه الأضحية وهي ليست مطلوبة منه، حيث أن الأضحية توزع للصدقات والإطعام كما أنه يجوز للمضحي أن يأكل هو وعائلته منها. كما أن للأضحية العديد من الشروط الواجب اتباعها عند اختيار الأضحية فيجب أن تكون خالية من أي نوع من أنواع العيوب، وان تكون من بهيمة الأنعام الإبل أو البقر أو الغنم أو الماعز وأن تبلغ السن المحدد شرعا وأن تكون ملكا خالصا للمضحي ليس للغير أي حق فيها كالرهن – على سبيل المثال -، إضافة إلى ضرورة الالتزام بوقت التضحية في عيد الأضحى المبارك. بحيث تذبح الأضاحي بعد شروق شمس يوم العيدوتستمر إلى ثالث أيام التشريق.