صلاة التراويح سنة سنها رسول الله ، وقد دلت الأدلة على أنه ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد سأل أبو سلمة عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ قالت: (ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا). قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: "يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" (متفق عليه).
وقد ثبت أنه كان يصلي في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة، فوجب أن يحمل كلام عائشة -رضي الله عنها- في قولها (ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) على الأغلب؛ جمعا بين الأحاديث.
ولا حرج في الزيادة على ذلك؛ لأن النبي لم يحدد في صلاة الليل شيئا، بل لما سئل عن صلاة الليل قال: "مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" (متفق عليه). ولم يحدد إحدى عشرة ركعة ولا غيرها، فدل على التوسعة في صلاة الليل في رمضان وغيره.
أما بالنسبة لصلاة التراويح في المسجد للنساء:
يبقى الاحسن وأفضل في حق النساء قيام الليل في بيوتهن لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن . " رواه أبو داود في سننه باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد : باب التشديد في ذلك . وهو في صحيح الجامع 7458
بل كلما كانت صلاتها في موضع أخفى وأكثر خصوصية كان ذلك احسن وأفضل كما قال صلى الله عليه وسلم : " صلاة المرأة في بيتها احسن وأفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها احسن وأفضل من صلاتها في بيتها " رواه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد وهو في صحيح الجامع 3833
وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل . رواه الإمام أحمد ورجال إسناده ثقات
ولكن هذه الأفضلية لا تمنع من الإذن لهن من الذهاب إلى المساجد كما في حديث عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها قال فقال بلال بن عبد الله والله لنمنعهن قال فأقبل عليه عبد الله فسبه سبا سيئا ما سمعته سبه مثله قط وقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول والله لنمنعهن رواه مسلم 667
ولكن ذهاب المرأة إلى المسجد يشترط فيه ما يلي :
1-أن تكون بالحجاب الكامل
2-أن تخرج غير متطيبة
3-أن يكون ذلك بإذن الزوج
وأن لا يكون في خروجها أي محرم آخر كالخلوة مع السائق الأجنبي في السيارة ونحو ذلك .
فلو خالفت المرأة شيئا مما ذكر فإنه يحق لزوجها أو وليها أن يمنعها من الذهاب بل يجب ذلك عليه .
وقد سألت شيخنا الشيخ عبد العزيز عن صلاة التراويح هل لها على وجه الخصوص أفضلية للمرأة في صلاتها في المسجد فأجاب بالنفي وأن الأحاديث في أفضلية صلاة المرأة في بيتها عامة تشمل التراويح وغيرها هذا والله تعالى أعلم .