كان النبي صل الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء ، عندما فاجأه الوحي بالنزول عليه أثناء التعبد ، في هذه الأثناء شعر النبي صل الله عليه وسلم بالفزع ،فهو لم يرى مثل هذا الملاك من قبل ، ولم يكن في الحسبان أن ينزل اليه ملك من الله ، ليعرض عليه الدعوة الاسلامية ، النبي صل الله عليه وسلم من شدة الايمان بوجود الله سبحانه ، بقى طوال حياته قبل الدعوة ، ولم يسجد لصنم قط ، وكان على ملة ابراهيم عليه السلام حنيفا ، ورغم أن كل الأديان تنبأت بالرسول الذي سيأتي في أخر الزمان ، وسيكون الرسول الأخير ، إلا أن دعوة النبي قوبلت بالاساءة والرفض من الناس جمعاء ، إلا من رحم ربي ، فبدأت الدعوة سرية ، يسلم من يسلم ، ولكنهم جميعا كانو من الفقراء ، الذين وجدوا الويلات مع كبار قريش ، واستقرت الدعوة ، وبدأت معالمها تتضح ، وأسلم مع النبي الكثيرين ممن دعموه ووقفوا بجانيه ، كما أن الله أتم وعده على نبيه ، فجعل الدعوة علنية ، ليخرج صل الله عليه وسلم ليحرر مكة من دنس الكفار ، ويرجع إليها بعد أن أخرجوه منها الكفار ، واستمرت الدعون بالنشاط ، والكثرة ، وأسلم الكثير الكثير ، وجاءت المبايعات واحدة تلو الأخرى ، إلى أن جاء أمر الله ، ومات النبي صل الله عليه وسلم ، فتولى الخلافة بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ومع موت النبي ، ارتد الكثير من أهل قريش عن الدين الاسلامي ، وبدأوا يلحدون ، ويكفرون بما نزل على محمد ، إلا أن أبو بكر وقف اليهم بالصد ، وأمر المسلمين أن يقاتلو المرتدين ، حتى يرجعو عن ارتدادهم ، ومن هنا جاء الحكم الاسلامي فيما يتعلق بقضية الارتداد عن الاسلام ، فالأولى أن يقتل المرتد ، أو أن يخرج من البلد المسلمة ، التي أوته طوال حياته ، وكان السبب في أمر القتل للمرتد ، أنه :
أولا : يضر بالدعوة الاسلامية ، ويشوه من صورتها ، فإن خروجه منها يعني أنه دين عقيم ما عاد أحد يدخل فيه أبدا .
ثانيا : الحاد البعض يخيل للجماعات أن الدين الاسلامي من المباح الدخول والخروج منه متى أراد الانسان ذلك ، وهذا أمر مرفوض اطلاقا .
ثالثا : المرتد يجب أن يقتل لآنه لا دين بعد أو قبل الدين الاسلامي ، وهو ما سيبعث عليه أهل الجنة بإذن الله .
رابعا : يمكن أن يسامح المرتد إن عاد عن ارتداده ، وأسلم كأول مرة ، ولا يجوز ترك الأمور تجري حسب النوايا .
خامسا وأخيرا : المرتد أساء للدين ، وللرسالة ، ويجب أن يأخذ عقابة ، حتى لا يقلده أحد فيما بعد .