جدول الضرب
إن حفظ الطالب لجدول الضرب في مرحلة التعليم الأساسية، يعتبر حجر الأساس في مادة الرياضيات، والمنطلق للعديد من العمليات الحسابية، وهنا نجد معاناة عند بعض الأهالي، من عدم حفظ أبنائهم لجدول الضرب في صغرهم، وتنمو معهم هذه الظاهرة حتى مراحل متقدمة في التعليم الأساسي، ولن ألجأ هنا إلى طرق ووسائل سريعة وخاطفة لتعليم جدول الضرب، بل سأتحدث عن طرق ووسائل مصاحبة لتفكير الطفل وتنمية خياله أيضا، إذ إن هذه هي الأشد وقعا في التعليم والأطول أمدا.
الحفظ من خلال اللعب
تقوم هذه الطريقة على ممارسة الطفل لعملية التعلم الذاتي من خلال اللعب، فيوضح للطفل أن جدول الضرب يعني تكرار الأعداد ببعضها، فيتم إحضار مجموعة من قطع ألعاب الليغو متعددة الألوان، وتنظم هذه القطع بحسب الرقم الذي يراد معرفة حاصل ضربه، مثلا جدول التسعة، نأتي بتسع حبات من الليغو بلون موحد، ونطلب من الطفل أن يبدأ بتكرارها مع الأعداد من واحد إلى تسعة، ويعد بنفسه التكرار الناتج، وتمرر هذه الطريقة على كافة الأعداد، ويكون الناتج لكل عملية ضرب عبارة عن تركيب مجموعة مساوية له من قطع الليغو، إن هذا النوع من التعليم فيه تنمية لخيال الطفل، وإثارة التشويق أثناء الحفظ، وتترك أثرها على عقل الطفل، ويستحيل نسيانها.
الحفظ من خلال معداد الأرقام
وكذلك يمكن للطفل حفظ جدول الضرب من خلال المعداد، ويكون على شكل خرز، أو أي شكل آخر يعده الطفل بنفسه بمساعدة الأبوين، وهذه الطريقة أيضا مجدية في عملية الحفظ.
الحفظ من خلال الرسم
تعتمد هذه الطريقة على تخصيص دفتر رسم للطفل، حيث يطلب منه رسم بعض الفواكه، مع تلوينها، ويتم تنسيق ترتيبها في مواضعها على دفتر الرسم، وفق تكرار الأرقام، مثلا ترسم تفاحة وبجانبها إشارة الضرب، ثم مجموعات أخرى بعدد العدد المضروب في الأول، ويكون الناتج أيضا عبارة عن رسم مجموعات أخرى من التفاح...وهكذا.
الحفظ من خلال التكرار
وبعد المقدمات السابقة وما توصل إليه الطفل بنفسه من استنتاجات يطلب منه كتابة ما توصل إليه، وبشكل منظم ويشتمل على جميع جدول الضرب، حتى العدد (9)، ثم يكرره الطفل ويحفظه، ويحفز معنويا، وماديا على ذلك.
إن اقتران التعلم باللعب له فوائد عظيمة جدا على نفسية المتعلم، فالمتعة والتشويق، وإشباع الطفل لرغباته في اللعب، ينعكس إيجابا على عقل الطفل، بمستوياته الإدراكية، والحسية كافة، فتنمية الخيال، وتوسيع مدارك العقل بالتفكير، والاستنتاج، عناصر أساسية في التعلم.