بحيرة الجادرية

بحيرة الجادرية من البحيرات الاصطناعية التي تقع في قلب بغداد عاصمة العراق، أي في موقع حيوي في منطقة الجادرية على ضفاف نهر دجلة ما بين جامعة بغداد وجامعة النهرين، وتحتفي هذه البحيرة بالماء والخضرة وبضحكات الأطفال، فعند زيارة البحيرة يراها الزائر وخصوصا أهل بغداد ملاذا آمنا من ضجيج الشوارع وزحمة الحياة، ففيها الهواء العليل وتغازلها طيور النورس والحمام الأبيض.

تبلغ مساحة هذه البحيرة ما يعادل خمسمائة وثمانين ألف متر مربع، أي على مساحة مائتين وسبعين دونما، ومن المدن القريبة التي تحيط بها هي محافظة بغداد المركز، ومحافظة كربلاء، والمدائن سلمان باك، وإحداثيات هذه البحيرة هي 33°16"23"n 44°22"24"e، ليتم الوصول إليها عبر الأجهزة الذكية الحديثة.

مرت البحيرة بالكثير من الأحداث التي تعاقبت على العراق أثناء إنشائها، وسنتحدث في هذا المقال عن مراحل إنشاء هذه البحيرة المشهورة والمهمة لدى البغداديين.

بحيرة الجادرية كما ذكرنا هي اصطناعية، وأقيمت على أرض زراعية، حيث كانت مزرعة كبيرة يزرع فيها الفلاحون مختلف أنواع الخضروات بعد أن استملكوها، ثم ما كان على الحكومة إلا استرداد هذه الأرض المملوكة للدولة من أيدي الفلاحين، ففي عام 2000 تمت أعمال الحفر في هذه الأراضي، ثم تم الانتهاء منها وافتتاحها في سنة 2003، ولكن بعد هذا العام تعرضت العراق إلى الغزو الأمريكي، حيث أدى ذلك إلى تعرض مياه البحيرة إلى الجفاف؛ نتيجة أعمال التخريب وإهمال الحكومة التي كانت منشغلة بأزمتها السياسية والأمنية.

وفي عام 2008 تم إعادة تأهليها وإصلاحها من جديد لتعود لتستقبل الزائرين لها، ولكن هذا الحال لم يدم طويلا؛ بسبب الإهمال الذي طالها مرة أخرى، ولإنقاذ الوضع آنذاك تم طرحها من قبل وزارة السياحة إلى الاستثمار وكان ذلك في عام 2015، حيث سيتم إنجاز الإصلاح على خمس مراحل لمدة خمس سنوات، حيث سيستطيع الأطفال والكبار التجول في البحيرة والاستماع واللعب في مدينة الألعاب التي تضم ثماني وعشرين لعبة، منها تعرف ما هو مخصص للكبار، وآخر للصغار، وتخصيص مدينة مائية للنساء، وأخرى مختلطة، وسيتم تجهيزها بكافة الخدمات مراعاة لمساحتها الكبيرة التي تعد أكبر مدينة مائية في الوطن العربي.

تعتبر البحيرة من الأماكن الترفيهية والحيوية في بغداد في حين كانت تتنافس كافة الأماكن الترفيهية في العراق، وجاءت تصميم هذه المنطقة السياحية على شكل بيضوي تتوسطه البحيرة، وتتوزع حوله المطاعم، ومقاعد الجلوس، والمدينة الترفيهة للأطفال، ولهذا، كان لا بد من زيارة هذه البحيرة عند زيارة بغداد للقادمين من خارجها.