عيد الأم

يبتعد الكثير من الأبناء عن أمهاتهم في بعض الأحيان نتيجة لمشاغل الحياة، وعدم امتلاكهم الوقت اللازم لزيارتهن، أو لبعد المسافات بينهم، ولهذا تم ابتكار يوم الأم؛ بحيث يحتفل الأبناء بأمهاتهم في هذا اليوم، كعربون شكر وامتنان لهن على بذلهن جهدا كبيرا للمساهمة في بناء المجتمع.

كيف نشأت فكرة عيد الأم

يعود الفضل لعيد الأم في أمريكا وأوروبا إلى امرأة؛ حيث حاول العديد من الأشخاص الاحتفال بعيد الأم وجعله عيدا عالميا يحتفل به الجميع، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل قبل ظهور آنا جارفيس، حيث تقدمت آنا بطلب للمسؤول القائم على ولاية فرجينيا للاحتفال في يوم من العام بالأمهات في كل مكان، وحين وافق المسؤول على طلبها تمت إقامة أول احتفال بعيد الأم في الواحد والعشرين من مايو في عام 1907 ميلادي، وحتى وقتنا الحالي وبعد مرور سنوات ما زال هذا الاحتفال بالأمهات قائما على مستوى العالم مع الاختلاف في تاريخ الاحتفال.

عيد الأم في العالم العربي

قصة عيد الأم في العالم العربي مختلفة؛ حيث قامت إحدى الأمهات بزيارة للصحفي علي أمين، واشتكت له من أبنائها؛ حيث روت الأم قصتها وكيف أنها ترملت على أبنائها الصغار، وأفنت عمرها في تربية أبنائها ليكبروا، واستمرت بالوقوف بجانبهم حتى أنهوا دراستهم الجامعية، وتزوجوا، واستطاعوا الاستقلال بحياتهم، وكيف ابتعدوا عنها، ولم تعد تراهم لكثرة انشغالهم.

وبسبب تأثر علي أمين بهذه الفكرة ابتكر هو وشقيقه فكرة وضعوها في الجريدة مقترحين لم لا يتم تخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالأمهات، وبما قدمن من تضحيات لتربية أبنائهن؟، فخلال يوم واحد في السنة سيزور الأبناء أمهاتهم، ويشكروهن على ما قدمن لهم، ويقدمون لهن هدايا كعربون شكر لجهودهن.

سرعان ما لاقت الفكرة رواجا كبيرا، ووافق العديد عليها، وانهالت الرسائل من كل مكان لتدعم الفكرة؛ بل واقترح البعض تحديد أسبوع كامل للاحتفال بالأم، بينما رفض البعض الآخر الفكرة بحجة أن يوم الأم يجب أن يكون كل يوم ولا يجب تحديد يوم واحد، ورغم ذلك تم الاتفاق على تحديد يوم الواحد والعشرين من آذار من كل عام للاحتفال بيوم الأم.

في يوم الأم يزور الأبناء أمهاتهم، ويقدمون بطاقات المعايدة مع كلمات وعبارات الشكر، ويحملون الهدايا المختلفة من أزهار، وأجهزة كهربائية، ورسومات، وكعك، وأشغال يدوية، وحلي، وغيرها من الهدايا؛ كدلالة على حبهم، وتقديرهم لما قدمته الأم وبذلته خلال حياتها من أجلهم.