القلب
القلب هي تلك المضغة الصغيرة التي جعلها الله عزوجل في صدر الإنسان، والتي شرفها بالذكر في العديد من المواقع في كتابه الكريم، فهو المكان الذي يكمن فيه إيمان الفرد، وقد سمي القلب قلبا لكثرة تقلبه، وميله نحو المغريات، فقد كان رسولنا الكريم دائما يدعو الله عزوجل أن يثبت قلبه على دين الإسلام، فالقلب هو المستفتى في الكثير من الأمور، وقد وصف الله عزوجل قلوب المؤمنين بأنها سليمة وطاهرة ومنيرة، على عكس قلوب المشركين والكفار والمنافقين، المليئة بالزيغ والحقد والجبن، وهي القلوب السوداء والمريضة، والقلب هو محل العواطف والمشاعر والأحاسيس من حب، وكره، وفرح، وحزن، الاطمئنان والخوف، وغيرها من الأحاسيس.
أما الآن سنتحدث عن القلب من الناحية العلمية، فهو عبارة عن عضلة صغيرة مخروطية الشكل، مغطاة بغشاء يدعى غشاء التامور، موجودة في القفص الصدري، خلف عظمة القص، تميل إلى جهة اليسار قليلا، مجوفة من الداخل، وتتكون من أربع حجيرات صغيرة، وهي البطين الأيمن، البطين الأيسر، الأذين الأيمن، الأذين الأيسر، بحيث يفصل بين كل بطينيين وأذينين صمام، كما يفصل بين كل أذين وبطين أيضا صمام آخر، والقلب جزء بالغ الأهمية وفائدة من أجزاء الدوراني، ويشكل ما نسبته 0.5% من وزن الجسم، أي ما يقارب الـ 350 غرام لشخص وزنه 70 كغ.
أهمية وفائدة القلب
وعضلة القلب تعمل ليل نهار دون توقف أو كلل أو ملل، فهي دائمة النبض لتعمل على ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، بحيث تتراوح كمية الدم التي يتم ضخها في الدقيقة الواحدة بين 4.5 إلى 5 لترات، أي بمعدل 70 سم مكعب في الثانية الواحدة، وتتضاعف هذه الكمية بتضاعف مقدار النشاط الحركي والجهد البدني المبذول، ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة ضربات القلب أثناء بذل مجهود أو نشاط حركي، وحتى تستطيع عضلة القلب النبض فإنها بحاجة إلى الأكسجين بحيث تستهلك ما مقداره 7% من الأكسجين المحمل في الدم، لإنتاج طاقة الضخ، حتى تتمكن من القيام بعملها، وحدوث أي نقص في هذه النسبة يؤدي إلى الإصابة بما يدعى الذبحة الصدرية.
وتكمن أهمية وفائدة القلب في جسم الإنسان بأنه يعمل على ضخ الدم المحمل بالمواد الغذائية والأكسجين والمواد التي تحافظ على الجسم وتحميه، والتي لا يمكنها الوصول إلى أي مكان دون الدم المتحرك والذي يعمل القلب على تحريكه، لتصل إلى كل خلية ونسيج داخل الجسم من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه، وبعد أن تأخذ هذه الخلايا والأنسجة حاجتها من الغذاء والأكسجين فإنها تطرح ثاني أكسيد الكربون وفضلاتها في الدم الذي يعود عن طريق الأوردة إلى القلب ليعمل بدوره على ضخها إلى أجهزة الإخراج المختلفة ليتم طرحها خارج الجسم والتخلص منها، فالقلب هو مضخة الحياة، ففي كل نبضة من نبضاته يرسل حياة جديدة إلى كل خلية في أجسامنا.