أصغر دولة أوروبية

تعتبر القارة الاوروبية ثاني أصغر قارة من القارات السبعة الموجودة في العالم، بمساحة تقدر ب 10.180 مليون كيلومترا مربعا، وتحتل المركز الثالث بين القارات من ناحية عدد السكان، حيث تضم القارة الأوروبية ثماني وخمسين دولة، لعبت دورا بارزا في تطويرها من جميع النواحي، فقد عاصرت القارة الأوروبية العديد من الأحداث التاريخية على مر الزمن.

ففي بداية القرن الخامس عشر كانت هي المسيطرة على القارتين الأمريكيتين، والعديد من البلدان حول العالم، وكانت هي المنبع الذي خرجت منه الثورة الصناعية والاقتصادية والتي انتقلت من بعدها إلى جميع أنحاء العالم، وكانت أرضها هي مركز للصراعات خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، ومن الجدير بالذكر بأن هناك 28 دولة من ال 58 تندرج تحت مسمى الاتحاد الأوروبي والذي قام بوضع عملة مشتركة له وهي اليورو.

تتفرد كل دولة أوروبية بمجموعة من المميزات التي تجعلها محط اهتمام العديد من الناس للذهاب إليها، فهناك على سبيل المثال إسبانيا، والتي تتميز بالعروض الخاصة بمصارعة الثيران وطبيعتها الجميلة وآثارها السياحية والتاريخية العربية المميزة، ودولة بريطانيا العظمى والتي تتمز بمكانتها السياسية ووزنها التاريخي الكبير، بالإضافة إلى ألمانيا التي توصف على أنها من أهم دول العالم من الناحية الاقتصادية والعلمية.

وهناك أيضا دولة النمسا واليونان اللتان تتميزان بطبيعتهما الخلابة والجميلة، ومن أحد أهم الدول الأوروبية التي تتميز من الناحية الدينية والروحانية هي إيطاليا وعاصمتها روما، والتي تعتبر مزارا للحجاج المسيحين من مختلف بقاع العالم للصلاة في كنائسها الكبيرة، ولكن من أكثر الأمور التي تميز إيطاليا هي ضمها لأصغر دولة أوروبية، والتي سنتحدث عنها في هذا المقال.

هي مدينة إيطالية يتم التعريف ومعنى عنها بأنها المدينة الدولة، وهي الدولة الاوربية الأصغر في العالم من ناحية المساحة وعدد السكان، حيث تحتل مساحة 0.44 كيلومترا مربعا، ويبلغ عدد سكانها 880 نسمة فقط، تكمن أهمية وفائدة الفاتيكان كدولة بسبب معقل الكنيسة الأكثر اتباعا من قبل المسيحيين في العالم وهي الكاثوليكية.

تم اعتبار الفاتيكان كدولة مستقلة عن إيطاليا في العام 1929م، وذلك عندما قام النائب الخاص بالبابا المسؤول في ذلك الوقت بيوس الحادي عشر وهو بيترو كاسباري بتوقيع اتفاقية لاتران مع الرئيس الإيطالي موسيليني، حيث صدر نتيجة هذه الاتفاقة قرارات تضمنت إشراف الفاتيكان على جميع الكنائس والأديرة الموجودة في إيطاليا، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ شهري تدفعه الدولة الإيطالية للفاتيكان، ومن الجدير بالذكر بأن من يرأس الفاتيكان هو البابا المنتخب، والذي يمتلك كامل الصلاحيات.

تضم الفاتيكان العديد من المعالم التاريخية والدينية، ولعل أبرزها كنيسة القديس بطرس، والتي تعد من أكثر الكنائس التي يتم الحج إليها، هذا بالإضافة إلى الحدائق الجميلة التي تحيط بالفاتيكان والمتميزة بجمالها ودقة تصميمها، كما وتشتمل الفاتيكان على متحف يضم العديد من القطع الأثرية الدينية بالإضافة إلى الأرشيف السري، ونتيجة لجميع هذه المعالم فقد تم إدراج دولة الفاتيكان على قائمة التراث العالم من قبل منظمة اليونيسكو.