علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوجه ابنته فاطمة، وهو أول من آمن مع الرسول عليه السلام من الصبيان حيث كان عمره آنذاك عشر سنوات، ورابع الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وهو علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو والد أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، بحسب المصادر فقد ولد علي في مكة المكرمة في الثالث عشر من شهر رجب يوم الجمعة وبالتحديد بعد ثلاثين عاما من عام الفيل وهو أصغر أولاد أبيه.
اختاره الرسول عليه السلام عند المآخاة بين السلام كأخ له، وشهد كل غزوات الرسول ما عدا عزوة تبوك وذلك لأن الرسول استخلفه على أهله لقوله عليه السلام: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون بن موسى)، ومن صفاته أنه كان زاهدا في الحياة الدنيا وكان أحب الناس إلى رسول الله.
مواقفه
لعل من أبرز مواقف علي بن أبي طالب عندما نام في فراش النبي عليه السلام عندما عزم أهل قريش لقتل النبي عليه السلام وبذلك نجا عليه السلام من الموت وخرج من مكة وتبعه علي بعدها بثلاثة أيام حيث أدى ما على الرسول من أمانات وودائع، وبعدها لحق الرسول عليه السلام في قباء، وبذلك حظي عليا بمنزلة رفيعة عند رسول الله فقد كان من كاتب الوحي وأحد سفرائه ووزرائه.
خلافته
عندما استشهد الخليفة عثمان بن عفان بايعه المسلمون وبذلك أصبح رابع الخلفاء الراشدين، وكان ذلك في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة وكان من أهم ما قام به عزل الولاة الذين كانوا يشكون الناس منهم كثيرا بالإضافة إلى أنه عمل جاهدا لإخماد الفتنة، وكانت الكوفة مستقرا للخليفة علي وعاصمة الدولة الإسلامية، واشتهر بالحكمة، والفصاحة، والقوة، والشجاعة، والعدل، والزهد، كانت فترة خلافته خمس سنوات وثلاثة أشهر وقع خلالها الكثير من المعارك نتيجة الفتن بسبب مقتل عثمان، وكانت نتيجتها تشتت في صفوف المسلمين، ولعل من أبرز تلك الصفوف الخوارج وهم جماعة خرجت على حكم علي وقاتلهم علي وهزمهم في معركة تسمى النهروان.
وفاته
أما عن استشهاده فقد كان رضي الله عنه يأم بالمسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة وفي خلال الصلاة قام عبد الرحمن بن ملجم بطعنه في رأسه بسيف كان قد نقعه بالسم بالاتفاق مع اثنين من الخوارج وقال عندها علي كلمته المشهورة: (فزت ورب الكعبة) وبعدها حمله قومه إلى بيته وطلب أن يمسكوا الجاني ويطعموه من طعامه ويسقوه من شرابه وتابع:(النفس بالنفس، إن هلكت فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي) بل ونهى عن إيذائه أو تعذيبه أو حتى تكبيله بالأصفاد، ولم يشفى رضي الله عنه ولما أحس أنه ميت كتب وصيته وبالفعل استشهد بعد ثلاثة أيام من طعنه في ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان في سنة أربعين هجرية وكان يبلغ من العمر حينها أربع وستين سنة.
مكان قبره
أما عن مكان قبره فيوجد خلاف في موقع القبر فمنهم من قال أنه قد دفن في النجف كما يعتقد الشيعة، ولكن علماء أهل السنة قاموا بنفي ذلك وقالوا أن جثمانه قد حمل على ناقته وأطلقت في الصحراء وبذلك لا أحد يعرف مكان قبره بالتحديد وهناك من قال أنه رضي الله عنه كان قد أوصى ابنه الحسن أن يدفنه سرا، وقال آخرون أنه قد دفن بمقر الإمارة الإسلامية في الكوفة.