هبوط سيدنا آدم إلى الأرض
خلق الله تعالى سيدنا أدم وجعل من ضلعه زوجته حواء، وأسكنهما في الجنة ليتمتعا بنعيمها كيفما يشاءان، ويأكلا من ثمارها ما يشتهيان، إلا شجرة واحدة نهاهما الله سبحانه وتعالى عن الاقتراب منها أو الأكل من ثمارها، إلا أن إبليس الذي توعد ربه بإغواء سيدنا أدم وجره نحو المعصية منذ بداية خلقه، حرص على الوسوسة في نفس سيدنا أدم وزوجته حواء للأكل من ثمار هذه الشجرة، حتى استجابا لوسوسة إبليس فأكلا كلاهما من ثمار الشجرة.
معاقبة حواء وآدم -عليهما السلام-
عاقب الله تعالى حواء وآدم -عليهما السلام- على ضعفهما أمام وسوسات الشيطان وعصيانهما لأمر ربهما من خلال:
- الفضيحة، جعل الله تعالى عوراتهما تبان أمامها، حتى يشعرا بالخزي الشديد، وحجم المعصية التي أقدما على فعلها، وأخذا يستران عوراتهما من أوراق أشجار الجنة، خجلا من الله عز وجل.
- المعصية، استخدم الله لفظ العاصي في وصف سيدنا آدم -عليه السلام- في القرآن الكريم، بقوله تعالى "وعصى آدم ربه فغوى" طه 121، فكان آدم وحواء -عليهما السلام- أول من عصى الله تعالى من الإنس.
- الطرد من الجنة، عاقب الله كل من آدم وحواء على عصيانهما لأوامره بطردهما من الجنة والنعيم اللذين كانا يعيشان فيه، وإسكانهما على الأرض واستقرارهما فيها، هما وذريتهما من الإنس إلى يوم الدين.
- التفريق بينهما، أنزل الله تعالى كل من سيدنا آدم وسيدتنا حواء -عليهما السلام- في بقعتين مختلفتين من الأرض، حتى عثرا على بعضهما البعض في جبل عرفات في مكة المكرمة، وسمي جبل عرفات بهذا الاسم لتعارفهما على بعضهما هناك.
مغفرة الله تعالى لسيدنا آدم وسخطه على إبليس
من المعروف أن معصية إبليس لربه سبقت معصية آدم، عندما رفض إبليس السجود لسيدنا آدم -عليه السلام- مع بقية مخلوقات الله من الملائكة، لما أمرهم الله تعالى بذلك، شعر سيدنا آدم -عليه السلام- بالندم والتوبة على المعصية التي قام بها اتجاه الله عز وجل، فندم ندما شديدا مع البكاء والتضرع إلى الله تعالى ليغفر له معصيته، فتقبل الله توبته وغفر له.
أما إبليس فكان متحجر القلب قاصدا عصيان الله تعالى بفعلته تلك، ولم يندم أو يتب على ذلك، بسبب امتلاء قلبه بالحقد والبغضاء والكره والكبرياء والغرور، الأمر الذي منعه من السجود لآدم عليه السلام، فقد كانت معصية إبليس نابعة من قلبه، أما سيدنا آدم عليه السلام فكانت معصيته نابعة من إحدى جوارحه.