خالد بن الوليد
لم يشهد تاريخ المسلمين قائدا عسكريا كخالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فخالد بن الوليد صحابي جليل ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بالقيادة العسكرية أيما ارتباط، وفتح الله تعالى على يديه الفتوحات شرقا وغربا، كما كان له دور بارز جدا في معارك الردة، عدا عن دوره الكبير في المعارك التي خاضها في زمن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- من أشهر الإنجازات العسكرية التي استطاع خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أن يسجلها أنه لم يهزم في معركة واحدة طيلة حياته، على الرغم من أنه خاض معارك ضد أقوى دولتين في ذلك الزمن: دولة الفرس، ودولة الروم، وعلى الرغم من أن التفوق العددي كان واضحا جدا في تلك المعارك لصالح جيوش الأعداء.
هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، ويلتقي مع رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم- عند الجد السادس لرسول الله مرة بن كعب، أما أبوه الوليد بن المغيرة فهو واحد من سادات قريش وسيد بني مخزوم، نشأ خالد بن الوليد في الصحراء كغيره من أطفال الأشراف في مكة المكرمة، وكان خالد بن الوليد قد تعلم فنون الفروسية بشكل كبير جدا منذ صغره، وقد أظهر مهارة واقتدارا لا نظير لهما في هذا الفن الهام في ذلك الوقت، وقد كان خالد بن الوليد قوي البنية مفرطا في القوة، شجاعا، مقداما، خفيف الحركة، وهذه المهارات ساعدته بلا شك في معاركه المستقبلية، كان خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- شديدا الشبه ببعضهما لدرجة أن ضعيف النظر لم يكن بمقدوره أن يميز بينهما.
أسلم خالد في العام السابع للهجرة، وسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإسلام خالد بن الوليد، فلخالد قيمة عظيمة ستنفع الإسلام -بإذن الله- أيما نفع، وبإسلام خالد بن الوليد بدأ حياة جديدة، فصار مقدما لدى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على غيره من الصحابة لقيادة الجيوش، وذلك بسبب مهاراته العسكرية التي لا نظير لها، وبعد وفاة الرسول، كان سيفا من سيوف الخليفة أبي بكر الصديق الذي استطاع به إنهاء الانشقاقات التي حصلت بعد وفاة الرسول. وبعد انتهاء الردة، بدأ خالد بفتح بلاد فارس وبدأ بالعراق، كما وأسهم خالد بن الوليد في فتح بلاد الشام.
قبر خالد بن الوليد
استلم عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر الصديق، وعندها صار الناس يتحدثون بانتصارات خالد بن الوليد فخاف عمر بن الخطاب على الناس من الافتتان فعزله عن أي منصب له، وبهذا انتهت رحلة خالد بن الوليد العسكرية، وبعد عزله بأقل من أربعة أعوام توفي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في العام الحادي والعشرين من الهجرة النبوية الشريفة، الموافق للعام ستمئة واثنين وأربعين ميلادية، وقد دفن في مدينة حمص، ولا زال ضريحه قائما إلى هذا اليوم، وقد بني عليه مسجد سمي باسمه.